بدت الحقيقة من خلال ستورها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بدت الحقيقة من خلال ستورها | واستأنست من بعد طول نفورها |
وتبسمت في وجه عاشقها الذي | قد هام منها في بياض ثغورها |
وتلبست للطارقين على الهوى | بسواد مقلتها وبيض شعورها |
فأقم قوامك وانتظر وانظر ولا | تشغل زمانك بالجنان وحورها |
واخلع لها ثوب الفنا هي بالفنا | واقبل على المرفوع من مكسورها |
لا بل نعم بل كيف بل كم هذه | هي روضة قد عطرت بزهورها |
وشدت على عيدانها أطيارها | فاسمع معي منها غناء طيورها |
وانظر لبلبلها يغرد مطربا | في روح هذا الكون مع شحرورها |
صدق الذي قد قال فيما قاله | في طيها الترتيب من منشورها |
خفيت وما خفيت وقد ظهرت وما | ظهرت وقام خفاؤها بظهورها |
كتم ولا كتم وإفشاء ولا | إفشاء فيها عند أهل أمورها |
هي وهي وهي هي التي هي عندهم | هي عندنا هي في حجاب خدورها |
شمس بها كل الشموس تنورت | منها ولاحت في ذوات بدورها |
من قال من هي قلت من هي مثله | قولا يحققني بورد صدورها |
هي هكذا هي هكذا هي هكذا | يا تائها في نفسه بخطورها |
لا مثل قولك هكذا يا هكذا | ما حزنها في القلب مثل سرورها |
كلا ولا خيراتها في قرينا | منها كمثل البعد وقت شرورها |
طابت فطيبتها تفوح بطيها | في وردة الأكوان من منشورها |
الله أكبر إنها النبأ الذي | في نارها وقع الجهول ونورها |
ولقد بدت كاساتها مملوءة | من مائها الصافي وصرف خمورها |
ولطيف ما قد سال من لبن لنا | في ضرع نسبتنا بأرض نهورها |
وحلاوة العسل الذي هو رائق | من نحل أنفسنا وبيت قبورها |
هي سورة في الذكر تتلى دائما | هي صورة من نفخها في صورها |
قالت بها كل الرجال كقولنا | لكن بنا قالوا لأجل قدورها |
تلك القدور الراسيات على العمى | تلك التماثيل التي لجحورها |
عكفوا عليها لائذين بحبها | إن المحبة دكها في طورها |
ناجى بها موسى الكليم وقد رقى | عيسى بها روح الدجى ببكورها |
وتبينت في آدم الجسد الذي | هو للتراب المحض من مقبورها |
وأتاك إسلام الخليل بها وقد | سكنت مع الحركات عامر دورها |
فاستحيلها بيضاء سوداء السوى | بك وافهم المقصود من مذكورها |
صح الحديث فخذ بما هو ظاهر | هذا هو المعروف من منكورها |
عين غدت كل العيون جفونها | يا قطرة فزنا بكل بحورها |
جيد الزمان بعقدها متزين | وهي التي تزهو ببيض نحورها |
ولها بها منها صلاة شؤونها | تتلو السلام بصفوها لكدورها |
ما هينمت نسماتها وتألقت | منها البروق على مرور دهورها |
وبها زهت ذات الستور ملاحة | وتنزهت في عاليات قصورها |
وتفاخرت وسمت على كل الورى | وتطاولت عنهم بنفي قصورها |
قصرت محاسنها على عشاقها | فاشتاق ناظرها إلى منظورها |