إن الوجود بموجوداته امتزجا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إن الوجود بموجوداته امتزجا | وهما بغير امتزاج فاعرف الدرجا |
رفيعها درجات كلهن له | ذو العرش عرش محيط بالعوالم جا |
هي المراتب فيها نازل أبدا | مراتب عنه عنها كلها خرجا |
وهي اعتباراته في نفسه ظهرت | به له فيه بالترتيب لا عوجا |
وكلها عدم وهو الوجود لها | يضاف عند أولي عقل وأهل حجا |
وإنما هي تحقيقا تضاف له | عندي كما جاء في القرآن منبلجا |
لله ما في السموات كذاك وما | في الأرض بل كل شيء هكذا لهجا |
ولم يزل هو فيما فيه من نعم | من التنزه عنها فانشق الأرجا |
فإن عرفت فقل ما شئت فيه وإن | جهلته فالزم التقييد والحرجا |
جل الوجود الذي لا غير طلعته | في كل شيء كنور والجميع دجا |
كالبحر والكل كالأمواج منه له | منزه هو عنها فاحذر اللججا |
وافهم كلامي كفهمي أو فدعه ولا | تتبع أولي الجهل فينا واترك الهمجا |
إنا عملنا وكنا جاهلين به | فنعرف الجهل إذ منه الفؤاد نجا |
والجاهلون به من قبل ما علموا | به فلا يعرفون العلم والنهجا |
الله أكبر هذا وجه خالقنا | فينا بدا فرأينا الضيق والفرجا |
ونحن منه تقادير تلوح به | فأهل يأس وإقناط وأهل رجا |
مقدر نفسه أشياء ظاهرة | به له من أتاه أو إليه لجا |