أوميض برق بالأبيرق لاحا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أوميض برق بالأبيرق لاحا | يستل عن غمد السحاب صفاحا |
أم نار أعلام الحجاز بدت لنا | أم في ربا نجد أرى مصباحا |
أم تلك ليلى العامرية أسفرت | عن وجهها ففشا الجمال وباحا |
أم تلك أنوار العذيب تشعشعت | ليلا فصيرت المساء صباحا |
يا راكب الوجناء وقيت الردى | قف بالمحصب واندب الملتاحا |
واسأل فديتك عن فؤاد متيم | إن جئت حزنا أو طويت بطاحا |
وسلكت نعمان الأراك فعج إلى | تلك الخيام ترى بهن فلاحا |
وأنخ بتلعات العقيق فإنه | واد هناك عهدته فياحا |
وبأيمن العلمين من شرقيه | كم معهد قلبي إليه تلاحى |
بلغت رشدك إن طلعت طويلعا | عرج وأم أرينه الفواحا |
وإذا وصلت إلى ثنيات اللوى | وقصدت نحو المأزمين رواحا |
فاذكر عهودي إن قدمت على الحمى | فانشد فؤاد بالأبيطح طاحا |
واقرا السلام عريبه عني وقل | لهمو أصرتم باللقاء شحاحا |
أنتم كرام وهو صب وامق | غادرته لجنابكم ملتاحا |
يا ساكني نجد أما من رحمة | صبري عليكم والتجلد راحا |
ما ضركم لو تسمحون بنظرة | لأسير إلف لا يريد سراحا |
هلا بعثتم للمشوق تحية | تهدي إليه مع النسيم صباحا |
فهو الذي طويت إليكم روحه | في طي صافية الرياح رواحا |
يحيى بها من كان يحسب هجركم | يردي الجسوم ويترك الأرواحا |
يطن نأيكمو إذا لذتم به | مزحا ويعتقد المزاح مزاحا |
يا عاذل المشتاق جهلا بالذي | سواك دعني واترك الإلحاحا |
فأنا الذي من يختبرني في الهوى | يلقى مليا لا بلغت نجاحا |
أتعبت نفسك في نصيحة من يرى | ترك الهوى ذنبا وليس مباحا |
لم تدر أنت فشأن كل متيم | أن لا يرى الإقبال والإفلاحا |
أقصر عدمتك واطرح من أثخنت | مقل الظباء فؤاده فتلاحى |
إن رام ينظر ثانيا جرحته في | أحشاءه النجل العيون جراحا |
كنت الصديق قبيل نصحك مغرما | والآن قلبك بالعداوة باحا |
هب أنت لي ياذا الملامة ناصح | أرأيت صبا يألف النصاحا |
إن رمت إصلاحي فإني لم أرد | ما رمته لي بالملام كفاحا |
فتشت قبلك في الزمان فلم أجد | لفساد قلبي في الهوى إصلاحا |
ماذا يريد العاذلون بعذل من | لا يستطيع يرى الفلاح فلاحا |
ألف التهتك والهيام وفي الورى | لبس الخلاعة واستراح وراحا |
يا أهل ودي هل لراجي وصلكم | نيل فعندكم عهدت سماحا |
إن المشوق إذا شجاه لنحوكم | طمع فينعم باله استرواحا |
مذ غبتمو عن ناظري لي أنه | من هولها صبري استقل وراحا |
وجفون عين كلما نوت البكا | ملأت نواحي أرض مصر نواحا |
وإذا ذكرتكمو أميل كأنني | غصن يقابل في الرياض رياحا |
أو شارب ثمل القوام لأنني | من طيب ذكركمو شربت الراحا |
وإذا دعيت إلى تناسي عهدكم | لا أستطيع وأنثني ملتاحا |
لما طلبت الصبر عنكم في الهوى | ألفيت أحشائي بذاك شحاحا |
سقيا لأيام مضت مع جيرة الجرعاء | حيث بهم لقيت نجاحا |
لم ندر ما برح البعاد وإنما | كانت ليالينا بهم أفراحا واها على ذاك الزمان وطيبه نهوى الطلا فنواصل الأقداحا |
حيث السرور بنا ألم معاودا | ايام كنت من اللغوب مراحا |
حيث الحمى وطني وسكان الغضا | لي جيرة عنهم تركت براحا |
حيث العتيق منازلي وتلاعه | سكني ووردي الماء فيه مباحا |
وأهلية أربي وظل نخيله | يا صاح منتزهي مسا وصباحا |
ببروقه وجدي وفي نسماته | طربي ورملة وادييه مراحا |
قسما بمكة والمقام ومن أتى | تلك الأماكن في الحجيج وراحا |
وسعى وطاف وجاء ملتمسا إلى البيت | الحرام ملبيا سياحا |
ما رنحت ريح الصبا شيح الربا | غلا وقلبي بالحجاز تلاحى |
أو شمت بارقة لمن قتل الهوى | إلا وأهدت منكمو أرواحا |