ومنزل ليس لنا بمنزل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ومَنْزِلٍ لَيسَ لَنَا بمَنْزِلِ | ولا لغَيرِ الغَادِياتِ الهُطَّلِ |
نَدِيْ الخُزامَى أذْفَرِ القَرَنْفُلِ | مُحَلَّلٍ مِلْوَحْشِ لم يُحَلَّلِ |
عَنّ لَنا فيهِ مُراعي مُغْزِلِ | مُحَيَّنُ النّفسِ بَعيدُ المَوْئِلِ |
أغناهُ حُسنُ الجيدِ عن لُبسِ الحلي | وعادَةُ العُرْيِ عَنِ التّفَضّلِ |
كأنّهُ مُضَمَّخٌ بصَنْدَلِ | مُعْتَرِضاً بمِثْلِ قَرْنِ الأيّلِ |
يَحُولُ بَينَ الكَلْبِ والتأمّلِ | فَحَلَّ كَلاّبي وِثَاقَ الأحْبُلِ |
عَن أشْدَقٍ مُسَوْجَرٍ مُسَلسَلِ | أقَبَّ ساطٍ شَرِسٍ شَمَرْدَلِ |
مِنْها إذا يُثْغَ لَهُ لا يَغْزَلِ | مُؤجَّدِ الفِقْرَةِ رِخْوِ المَفْصِلِ |
لَهُ إذا أدْبَرَ لَحْظُ المُقْبِلِ | كأنّما يَنظُرُ مِنْ سَجَنْجَلِ |
يَعْدو إذا أحْزَنَ عَدْوَ المُسْهِلِ | إذا تَلا جَاءَ المَدى وقَدْ تُلي |
يُقْعي جُلُوسَ البَدَويّ المُصْطَلي | بأرْبَعٍ مَجْدولَةٍ لَمْ تُجْدَلِ |
فُتْلِ الأيادي رَبِذاتِ الأرْجُلِ | آثارُها أمْثالُها في الجَنْدَلِ |
يَكادُ في الوَثْبِ مِنَ التّفَتّلِ | يَجْمَعُ بينَ مَتْنِهِ والكَلْكَلِ |
وبَينَ أعْلاهُ وبَينَ الأسْفَلِ | شَبيهُ وسْميّ الحِضارِ بالوَلي |
كأنّهُ مُضَبَّرٌ مِنْ جَرْوَلِ | مُوَثَّقٌ على رِماحٍ ذُبّلِ |
ذي ذَنَبٍ أجْرَدَ غَيرِ أعْزَلِ | يخطّ في الأرْضِ حسابَ الجُمّلِ |
كأنّهُ مِنْ جِسْمِهِ بمَعْزِلِ | لوْ كانَ يُبلي السّوْطَ تحريكٌ بَلي |
نَيلُ المُنى وحُكمُ نَفسِ المُرْسِلِ | وعُقْلَةُ الظّبي وحَتفُ التَّتفُلِ |
فانْبَرَيا فَذيّنِ تحتَ القَسطَلِ | قَد ضَمِنَ الآخِرُ قَتلَ الأوّلِ |
في هَبوَةٍ كِلاهُما لم يَذْهَلِ | لا يأتَلي في تَرْكِ أنْ لا يأتَلي |
مُقْتَحِماً على المَكانِ الأهْوَلِ | يخالُ طُولَ البحرِ عَرْض الجدولِ |
حتى إذا قِيلَ لهُ نِلْتَ افْعَلِ | إفْتَرّ عن مَذرُوبَةٍ كالأنْصُلِ |
لا تَعْرِفُ العَهدَ بصَقلِ الصّيقلِ | مُرَكَّباتٍ في العَذابِ المُنْزَلِ |
كأنّها من سُرْعَةٍ في الشّمْألِ | كأنّها مِنْ ثِقَلٍ في يَذْبُلِ |
كأنّها مِن سَعَةٍ في هَوْجَلِ | كأنّهُ مِنْ عِلْمِهِ بالمَقتَلِ |
عَلّمَ بُقْراطَ فِصادَ الأكْحَلِ | فَحالَ ما للقَفْزِ للتَجَدّلِ |
وصارَ ما في جِلْدِهِ في المِرْجَلِ، | فلم يَضِرْنا مَعْهُ فَقدُ الأجدَلِ |
إذا بَقيتَ سالماً أبَا عَلي | فالمُلْكُ لله العَزيزِ ثُمّ لي |