جاء نيروزنا وأنت مراده
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
جَاءَ نَيرُوزُنَا وَأنتَ مُرَادُهْ | وَوَرَتْ بالذي أرَادَ زِنادُهْ |
هَذِهِ النّظْرَةُ التي نَالَهَا مِنْـ | ـكَ إلى مِثْلِها من الحَوْلِ زَادُهْ |
يَنْثَني عَنكَ آخِرَ اليَوْمِ مِنْهُ | نَاظِرٌ أنْتَ طَرْفُهُ وَرُقَادُهْ |
نحنُ في أرْضِ فارِسٍ في سُرُورٍ | ذا الصّبَاحُ الذي نرَى ميلادُهْ |
عَظّمَتْهُ مَمَالِكُ الفُرْسِ حتى | كُلُّ أيّامِ عَامِهِ حُسّادُهْ |
مَا لَبِسْنَا فيهِ الأكاليلَ حتى | لَبِسَتْهَا تِلاعُهُ وَوِهَادُهْ |
عندَ مَنْ لا يُقاسُ كسرَى أبوسا | سانَ مُلْكاً بهِ وَلا أوْلادُهْ |
عَرَبيٌّ لِسَانُهُ فَلْسَفيٌّ | رَأيُهُ فَارِسِيّةٌ أعْيَادُهْ |
كُلّمَا قالَ نائِلٌ أنَا مِنْهُ | سَرَفٌ قالَ آخَرٌ ذا اقْتِصادُهْ |
كَيفَ يرْتَدّ مَنكِبي عن سَمَاءٍ | والنِّجادُ الذي عَلَيْهِ نِجَادُهْ |
قَلّدَتْني يَمينُهُ بحُسَامٍ | أعقَبَتْ منهُ وَاحِداً أجْدادُهْ |
كُلّمَا استُلَّ ضاحَكَتْهُ إيَاةٌ | تَزْعُمُ الشّمسُ أنّهَا أرْآدُهْ |
مَثَّلُوهُ في جَفْنِهِ خِيفَةَ الفَقْـ | ـدِ فَفي مِثْلِ أثْرِهِ إغْمَادُهْ |
مُنْعَلٌ لا مِنَ الحَفَا ذَهَباً يَحْـ | ـمِلُ بَحراً فِرِنْدُهُ إزْبَادُهْ |
يَقْسِمُ الفَارِسَ المُدَجَّجَ لا يَسْـ | ـلَمُ مِنْ شَفْرَتَيْهِ إلاّ بِدادُهْ |
جَمَعَ الدّهْرُ حَدَّهُ ويَدَيْهِ | وَثَنَائي فاستَجمَعَتْ آحَادُهْ |
وَتَقَلّدْتُ شامَةً في نَداهُ | جِلْدُها مُنْفِساتُهُ وَعَتَادُهْ |
فَرّسَتْنَا سَوَابِقٌ كُنَّ فيهِ | فارَقَتْ لِبْدَهُ وَفيها طِرَادُهْ |
وَرَجَتْ رَاحَةً بِنَا لا تَرَاهَا | وَبلادٌ تَسيرُ فيهَا بِلادُهْ |
هل لِعُذري عند الهُمامِ أبي الفضْـ | ـلِ قَبُولٌ سَوَادُ عَيني مِدادُهْ |
أنَا مِنْ شِدّةِ الحَيَاءِ عَليلٌ | مَكْرُماتُ المُعِلِّهِ عُوّادُهْ |
مَا كَفاني تَقصِيرُ ما قُلتُ فيهِ | عن عُلاهُ حتى ثَنَاهُ انْتِقَادُهْ |
إنّني أصْيَدُ البُزاةِ وَلَكِنّ | أجَلّ النّجُومِ لا أصْطادُهْ |
رُبّ ما لا يُعَبِّرُ اللّفْظُ عَنْهُ | وَالذي يُضْمِرُ الفُؤادُ اعتِقادُهْ |
ما تَعَوّدتُ أن أرَى كأبي الفضْـ | ـلِ وَهَذا الذي أتَاهُ اعتِيادُهْ |
إنّ في المَوْجِ للغَرِيقِ لعُذْراً | وَاضِحاً أنْ يَفُوتَهُ تَعْدادُهْ |
للنّدَى الغَلبُ إنّهُ فاضَ وَالشّعْـ | ـرُ عِمادي وَابنُ العميدِ عِمادُهْ |
نَالَ ظَنّي الأُمُورَ إلاّ كَريماً | لَيْسَ لي نُطْقُهُ وَلا فيّ آدُهْ |
ظالِمُ الجُودِ كُلّما حَلّ رَكْبٌ | سِيمَ أنْ تحمِلَ البِحارَ مَزَادُهْ |
غَمَرَتْني فَوَائِدٌ شَاءَ فيها | أنْ يكونَ الكلامُ مِمّا أُفَادُهْ |
مَا سَمِعْنَا بمَنْ أحَبّ العَطَايَا | فاشتَهَى أنْ يكونَ فيهَا فُؤادُهْ |
خَلَقَ الله أفْصَحَ النّاسِ طُرّاً | في مَكانٍ أعْرَابُهُ أكْرَادُهْ |
وَأحَقُّ الغُيُوثِ نَفْساً بحَمْدٍ | في زَمانٍ كلُّ النّفوسِ جَرَادُهْ |
مِثلَمَا أحدَثَ النّبُوّةَ في العَا | لَمِ وَالبَعْثَ حِينَ شاعَ فَسَادُهْ |
زَانَتِ اللّيْلَ غُرّةُ القَمَرِ الطّا | لعِ فيهِ وَلم يَشِنْهَا سَوَادُهْ |
كَثُرَ الفِكْرُ كيفَ نُهدي كما أهْـ | ـدَتْ إلى رَبّها الرّئيسِ عِبَادُه |
وَالذي عِندَنَا مِنَ المَالِ وَالخَيْـ | لِ فَمِنْهُ هِبَاتُهُ وَقِيَادُهْ |
فَبَعَثْنَا بِأرْبَعِينَ مِهَاراً | كلُّ مُهْرٍ مَيْدانُهُ إنْشَادُهْ |
عَدَدٌ عِشْتَهُ يَرَى الجِسْمُ فيهِ | رَباً لا يَرَاهُ فِيمَا يُزَادُهْ |
فَارْتَبِطْهَا فإنّ قَلْباً نَمَاهَا | مرْبِطٌ تَسْبِقُ الجِيادَ جيادُهْ |