حتام من ميَّاًُ شكايتك القلا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حتام من ميَّاًُ شكايتك القلا | وعلام تلهج باسمها متغزّلا |
زرحيها إن كنت تجسر راكباً | زرق الأسنة دونه أو لا فلا |
ما الحب إلا أن تسوم الروح في | مرضات من تهواه حتى تقتلا |
أو ما علمت بأن حول خيامها | كم فارس في الترب ظل مجندلا |
وهاً لما يلقى المحب من الهوى | فيه يرى التعذيب عذباً منهلا |
خضعت لسلطان الهوى غلب | الرقاب وما ارتضت عما تحاول معدلا |
كم خضت من غمراتها ما لو رأى | معشارها غيري لفرّ وولْوَلاَ |
ولكم أصيبت مهجتي بسهامه | فازددت بالصبر الجميل تجمّلا |
ولكم دهيت من الحياة بنكبة | أفري بها الهول العريض الأطولا |
فكأن دهر السوء آلى برّة | أن لا أسف مدى الحياة السلسلا |
تعسا له ولما حباني من | بسيط المال إن لم ألق فائقة الملا |
لو أن هذا الدهر يذعن لي كما | لمحمد والفضل أذعنت الملا |
هذا ابن محسن الذي حسناته | لا تحوج العافي إلى أن يسألا |
وابن العلي أبو المعالي بل هو | البحر الخضمّ وكيف تنقصه الدلا |
من ضئضي المجد الأثيل تفرّعاً | وبدارة العيوق حلا أولا |
ملكان أحكام السياسة والفراسة | والحماسة عنهما تروي العلا |
ولغير ما شرعت جدودهما من | الإقدام ان حمي الوغى لن يفعلا |
نعم الكريمان اللذا إن ينطقا | بخطير عزم في البسيطة يفعلا |
ألفا متون العاديات كأنها | سرر الخلافة في مواقف الابتلا |
ولكم على صهواتها اقتحما بها | لجج المنون فأدركا ما أملا |
سقيا جيادهما نجيع جماجم | الأعدا وشربهما المعالي لا الطلا |
تالله ما لكليهما غرض سوى | حثو النضار وأن يجهز جحفلا |
لسوى سمي العز ما قالا نعم | ولمجتديه كلاهما ما قال لا |
قد جاوزا الجوزا عُلاً فبأخصمي | قدميهما وطئا السماك الأعزلا |
وبغرة اليمين المبارك خيماً | وتبوءآ لحج المنيعة معقلا |
بهما زهت فاقطع يقيناً أنها | الدنيا وأنهما فديتهما الملا |
خفت بها رايات ملكهما وفي | كل البسيطة شأو مجدهما علا |
من عصبة كالأسد إلا أنها | للأسد تفرس لا مروعة الفلا |
فهم العبادلة الأولى اكتسبوا الثنا | قدماً وحسبك بالعبادلة الأولى |
وهم الكرام ومن سواهم عالة | إذ عنهم خبر الكرام تسلسلا |
يصبو لحمحمة الجياد وليدهم | فتراه يقبل نحوها متهللا |
خذ عن طفولهم أحاديث الوغى | والمجد لا خبر الملابس والحلا |
إن قست غيرهم بهم فكأنما | بالقسور الزأار قست الفرغلا |
يا أيها الملكان إن ثناكما | ما ليس يحصر مجملاً ومفصلا |
ولقد بعثت إليكما المنشور من | ساداتنا الراقين أوج الاعتلا |
بكما استغاثوا في قضية ما به | قد تم أمر الصلح واندفع البلا |
ولأنتما من غير شك خير من | بإغاثة الغرّ الكرام تفضّلاً |
وإليكما عذراء ترفل في الحلا | عجباً وحق لمثلها أن يرفلا |
بكما زهت وبطيب نشر ثناكما | فكأنما بكما عروساً تجتلا |