ما وصل خرعبة يروق جمالها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما وصل خرعبة يروق جمالها | ويذيب حبات القلوب دلالها |
أو شرب جالية الهموم يديرها | لدن القوام مُرَوَّقٌ سلسالها |
أو متن أجرد يعتليه مدرب | يسمو به نحو السما فينالها |
أسمى وأشرف في نفوس أولي النهى | من رتبة العلم المنيع وصالها |
بالعلم تعلو كل نفس حيث لم | تنهض بها أنسابها أو مالها |
والجهل يقعد بالشريف وإن سمت | أحسابه فإلى الهبوط مآلها |
طوبى لمن طلب العلوم شعارهم | فهي المناقب لا يخاف زوالها |
فعليكم بالعلم إن بنوره | للناس يبدو رشدها وضلالها |
تلك المدارس سلّم نرقى به | هام العلا وبه يباح حلالها |
فتجاذبوا فيها الفنون فتلكم | أم ونعم الأكرمون عيالها |
وأخصها دار العلوم فإنها | دار تدين لفضلها أشكالها |
منصوبة أعلامها مجرورة | فوق المجرّة رفعة أذيالها |
غراء لو درت المدارس كنهها | لتمزّقت حسداً لها أوصالها |
هل ذاك إلا من عناية مالك | أيامه مفقودة أمثالها |
ملك أشاد معالم العلم التي | مدّت لأهل الخافقين ظلالها |
سلطاننا المحبوب من تعنو له | يوم الكريهة خضعاً أبطالها |
شرف الملوك بلثمها يده التي | وسع البرية برّها ونوالها |
الواهب البدر التي لم يحصها | وزانها عدَّاً ولا كيَّالها |
وبهمّة الشهم الوزير وسعيه | قوَال كل جليلة فعّالها |
رب السياسة والتدابير التي | لولاه ضاق على الرجال مجالها |
وبناظم التعليم من شرعت له | ولبيته ولجدّه أنفالها |
أعني عماد الملك نخبة فتية | وطئت ذرى الفلك العلي نعالها |
طود العلوم على اختلاف فنونها | كشّاف كل عويصة حلاّلها |
متخيّر شم الأساتذة الأولى | بهم زهت دار العلوم وآلها |
إن فوَّقوا يوماً سهام قرائح | في مشكل ما لا تطيش نصالها |
وجرى التلامذة الكرام بجريهم | تقفو الأسود إذا سرت أشبالها |
ولتهن مملكة النظام بعيده | بل كل أهل الأرض ينعم بالها |
عيد به ميلاده وجلوسه | فوق الأريكة فاستتبّ كمالها |
ذات مقدسة أطال بقاءها | رب السما وسمت بها أنجالها |
في عزة أبداً ومجد باذخ | لم تعتور أحوالَها أحوالُها |