في البرايا وخلقهم أطواراً
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
في البرايا وخلقهم أطواراً | حكمة تترك العقول حيارى |
فحليماً منهم ترى وسفيهاً | وجباناً وباسلاً مغوارا |
ومصيباً ومخطئاً وقوياً | وضعيفاً ومستجيراً وجارا |
ودعاهم ليعبدوه فما زالوا | منيباً وفاجراً كفّارا |
سنة الله في العباد اختلاف | بينهم يملأ الصدور نفارا |
ولهذا تحزبوا وادعا العاقل | والأحمق الصواب ومارى |
ومن المضحك الغريب اقتحام البغل | بين الفوارس المضمارا |
قال لي بعض مدعي العلم ممن | أضرم الحمق بين جنبيه نارا |
هل ترفضت قلت لم أدر ما الرفض | لديكم حقيقة واعتبارا |
فرفيع مقام قومي وسام | أن يجاروا السفيه والمهذارا |
غير أن الضرورة اقتضت الإيضاح فالصمت يوهم الإقرارا | |
فاستمع ما أقوله ثم قل ما | شئت بعد اعتذاراً أو إنكارا |
إن لي من تمسّكي بكتاب الله | ما أتّقي به الأخطارا |
ولما صاح من حديث أبي القاسم | انقاد راضياً مختارا |
لا أعاني التأويل فيها اتباعاً | للهوى أو تعصّباً أو ضرارا |
مذهبي مذهب الوصي أبي | السبطين فالحق دائر حيث دارا |
أعلم الصحب للمدينة باب | كم به الله أرغم الكفارا |
وتمسكت بالشهيدين إني | سائر في عقيدتي حيث سارا |
أشرف العالمين أما وجدا | أطيب الناس عنصراً ونجارا |
والمثنى وابن الحسين علي | من به كل مقتد لن يضارا |
وعلى الباقر اعتمادي وزيد في | سبيلي فلست أخشى العثارا |
حصنوا العلم إذ بنو عبد شمس | خبط عشواء يخبطون سكارى |
غيروا بدّلوا طغوا وتعامى | حاملوا العلم خيفة واضطرارا |
ألف شهر تمتّعوا ثم حقت | نقمة الله فاستحقوا الدمارا |
وبأقوال جعفر حيث صحّت | عنه نقضي ونتبع الآثارا |
ولموسى ابن جعفر والعريضي | ومن خلَّفا نرى الخلف عارا |
كابن عيسى المهاجر الملتقي | عن أبيه العلوم والأسرارا |
وبنيه الأئمة العلويين | الأولى حولوا العتيم نهارا |
سالكي المنهج الذي لم تجد فيه | انعطافاً ولست تلقى اوزارا |
كالفقيه المقدم ابن علي | سابق القوم خيله لا تجارى |
واتخذنا السقاف كوكب مسرانا | وحبل اعتصامنا المحضارا |
والذي أسكرته راح التجلّي | وابنه العيدروس غوث الأسارى |
وبشيخ الحقيقة ابن أبي بكر | عليّ نأتَم فيما أشارا |
هؤلاء الأعلام أشرف بيت | في الورى بيتهم وأعلا منارا |
أيها الغمر هل سؤالك إياي | لجهل أم خفّه واغترارا |
إننا أيها المغفل نقفو | هؤلاء الأئمة الأطهارا |
ولنا الشافعي خير إمام | إن وجدنا في النقل عنهم غبارا |
إن يطوفوا نطف ونستلم | الركن ونرمي كما رموها الجمارا |
أعلم الناس بالكتاب وبالسنة | حيث الهدى هناك استنارا |
بالذي صح عنهم الأخذ أحرى | فاقرأ الكتب وافحص الأخبارا |
عن تقل ما به يدينون رفض | فهو ديني عقيدة وائتمارا |
أو تقل أخطؤا المحجّة فاذهب | خاسئاً لا تعد إلا حمارا |
أعلى الحق تجتري أم عليهم | كيف تسري سرى النسور الحبارى |
عن أبيهم أتى الهدى ثم عنهم | يتلقى ويودع الأسفارا |
فهو في دورهم وفيهم عريق | ولدى غيرهم يرى مستعارا |
ما من الشام جاء أو أرض طوس | أو سمرقند أو أتى من بخارى |
ديننا حب أهل بيت رسول الله | حبّاً يكفر الأوزارا |
وكذا حب صاحبيه الضجيعين | العليين عنده مقدارا |
بهما رب فتنة أخمد الله | أزاغت لهولها الأبصارا |
ولعثمان نعرف الفضل لما | جاد بالفضل حين نال اليسارا |
والأولى بشروا بأن لهم في | جنة الخلد مستقراً ودارا |
ونحب المهاجرين وأَصحاب | النبي الخيار والأنصارا |
ضاعف الله أجرهم وعليهم | صيب العفو والرضا مدرارا |
وأحل الجميع في جنة الخلد وأجرى | من تحتها الأنهارا |
هذه السنة التي أمر الله | بها الناس صبية وكبارا |
ونهاهم عن التولي لمن نافق | أو جدّ في الفساد وجارا |
ما تريدون بعد أنّا شرحنا | ما الصدور انطوت عليه مرارا |
هل تسوموننا انتقاص علي | فنغيظ المهيمن القهارا |
أو على ابنيه نجتري وسخيف | من يعيب الشموس والأقمارا |
أم تريدون أن نحب ابن هند | وعن النص مثلكم نتوارى |
لم تجد مؤمناً كما أخبر الله | محّباً من حارب الجبّارا |
وحديث النبي أقوى عرى الإيمان | في الله بغضنا الأشرارا |
فهو باغ ولا كرامة للباغي | ومن النار الشرار استطارا |
حارب المرتضى وسمّم سبط | المصطفى بئس ما ارتضاه قرارا |
يقتل الصالحين صبراً كحجر | يأكل الفيء يلعن الكرّارا |
وتمادى يعيث فيهم فساداً | وعلوّاً في الأرض واستكبارا |
خاض لج الضلال عشرين عاماً | ثم ولّى يزيده الخمارا |
وتقولون باجتهاد مثاب | يا لهذا معرة وشنارا |
لو يكون الذي زعمتم صواباً | لا رعوى بعد قتله عمارا |
هل ترى عالم الخفيات يرضى | ما صنعتم ويقبل الأعذارا |
ومن المخجل احتجاج أناس | بأحاديث تشبه الأسمارا |
ساقهم نصبهم إليها افتراها | ورواها من يعبد الدينارا |
ولهم كم مقلّد رام ربحاً | لم يزده التقليد إلا خسارا |
أين ربح الذي يرى القار مسكاً | يقتنى أو يرى النحاس نضارا |
ربّنا افتح بين الجميع بحق | وارفع الخلف بيننا والشجارا |
واهدنا أقوم السبيل ولا تحمل | علينا إصراً ولا إصرارا |
وارفع الضنك عن عبادك والبأساء | وأرحم وأرخص الأسعارا |
وصلاة على نبيّك طه | أعظم الرسل رتبه وفخارا |
وعلى العترة الكرام أمان | الأرض من أن تميد أو تنهارا |
وعلى الصحب من لنصر رسول الله | ساموا النفيس والأعمارا |
وعلى التابعين ما غرد القمري | أو ناوح الحمام الهزارا |