أمن الفتوة أن تباح
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أمن الفتوة أن تباح | طرف الظريفات الملاح |
قالوا نعم إن لم تكن | فحشا فليس بها جناح |
كم في الدفاتر عن أولات | الحسن يحكى والقباح |
وإليك ما صدعت به | بالأمس رائدة الصلاح |
نفثات صدر كريمة | وضّاحة النسب الصراح |
من نسوة شم الأعنة | يعربيات فصاح |
ما دنست أعراضهن | بريبة أو شرب راح |
قالت وقد مزجت حديث | الجد منها بالمزاح |
واها لما يلقى البنات | من امتهان واقتراح |
يتحكم الرجل المشوَّه | في الصبيات الصباح |
ويسلط الفظّ الغليظ | على المهفهفة الرداح |
سيّان قدراً عنده | رسن البهيمة والوشاح |
فكأنها مِلْكَ اليمين | يسوقها سوق اللقاح |
ويسومها شططاً ويرغمها | على طلب السماح |
فتجيب عربدة السفيه | بالاعتذار والامتداح |
والخوف يخنقها ويمنعها | التبرم والصياح |
ترجو السلامة حيث لم | تنبس بآه أو بآح |
كم حرة جادت بما | ملكته في طلب السراح |
حتى مَ يصبرن النساء | على الهوان والاطراح |
وعلام هنّ بما يميط | قذى بصائرهم شحاح |
أولسن زينة هذه الدنيا | وأطيب ما يراح |
هن الرياض بها شميم | الورد يسطع والأقاح |
يشفى السقيم بقربهن | إذا الشذى منهن فاح |
أبغيرهن العيش يصفو | والهموم بمن تزاح |
يمرحن كالأرام زهواً | في المعاهد والضواح |
أف لشخص حقهن | لديه مهضوم مطاح |
ما للرجال وظنهم | عجز النساء عن الكفاح |
إن كان عندهم الصوافن | والصوارم والرماح |
فلنا من الكيد العظيم | لقهرهم أمضى سلاح |
ونصال سحر لا تشاهد | أو تركب في قداح |
نحن اللواتي سعينا | بالمكر كلّل بالنجاح |
نسبي العقول بما نزخرفه | ونسكر كل صاح |
سكراً يلذ لهم ولا | سكر الغبوق والاصطباح |
نبدي الحنان من اللسان | كأنه شُهد الجباح |
نبدي الوداد والانقياد | وفي ضمائِرنا الجماح |
ونريهم المشي الهوينا | في المجيء وفي المراح |
كي لا يكون لما ندبِّرُهُ | من العمل افتضاح |
من ديننا الموروث إنَّ | دم المغيظ لنا مباح |
نغتال قواد الجيوش | ولا نهاب شبا الصفاح |
نسقي الغضنفر حتفه | فيخاله العذب القراح |
بالموت نغريهم كما | تغرى الكباش على النطاح |
نؤوي الشحيح إلى الضريح | وذا السماح إلى الضراح |
نتنفس الصعداء بل | نبكي وفي الصدر انشراح |
قسماً أبر به وإلاّ | كنت أكذب من سجاح |
لولا دواع في الطباع | لهم بها ولنا ارتياح |
سيما إذا بدت النجوم | إلى تباشير الصباح |
وتحمل النفقات عنّا | بالغدو وبالرواح |
بحثيث سعي لاكتساب | الرزق من قاصي النواح |
بين المشارق والمغارب | طائِرَينِ بلا جناح |
فننال جم هباتهم | ونحل دورهم الفساح |
لرأيتهم صرعى المكائد | في الفدافد والبطاح |
فانصح ذويك منادياً | فيهم بحي على الفلاح |
بين الفريقين اقض حكماً | من تقلّده استراح |
فيه اختتام شقا الشقاق | وللوفاق به افتتاح |
وتوخ ما يهدي إلى | قطع التشاجر والتلاح |
خذ من كتاب الله درساً | والأحاديث الصحاح |
واشرح معاني ما به | للحق بينهم اتضاح |
مُرْهُم بحسن العشرة الشافي | الصدور من الجراح |
واجعل قديم تراتهم | كالعهن تذروه الرياح |
وانبذ نم الحزبين من | كانت جريمته السفاح |
من كل مخلوع العذار | وكل غاوية وقاح |
ولئن علت ضوضاؤهم | فقل الكلاب لها نباح |
لم يمح عن جان بغير | التوب سيّىء َ الاجتراح |
والصلح خير والأمور | تدور بالقدر المتاح |
هذا وصل على الرسول | واله ما البرق لاح |