حنيني إلى حيّ الأحبة والسفح
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حنيني إلى حيّ الأحبة والسفح | وشوقي إلى وادي البشامات والطلح |
حشاشة نفس لم تزل منذ غيبتي | عن الصحب والأهلين دامية القرح |
حرام علي النوم من صبوتي إلى | منازل بالأحباب عامرة السوح |
حمى نحوه هاجت نوازع مهجتي | سقى الله ذاك السفح بالوابل السح |
حسان الغواني فيه يسبين ذا النهى | ومن خلل الأستار يقتلن باللمح |
حواليه ملهى للشباب وملعب | لغزلانه في ظل مخضلة الدوح |
حمائمهُ فوق الغصون سواجع | وبلبله يشدو على قضب السرح |
حظائر يسمو في سراة رجالها | مقامي ويعلو في قداح الهوى قدحي |
حلال به أيام شرخ شبيبتي | تقضت على الأفراح والراح والروح |
حلال به طابت مع الخل عيشتي | كما طاب للمأمون عيش فم الصلح |
حصى أرضه الياقوت والدر والثرى | بجر ذيول الغيد كالمسك في النفح |
حداة المطايا بلغوا أهل بلدتي | بأني اقاسي بالهوى لاعج اللفح |
حليف اغتراب واشتياق ولوعة | يضيق نطاق الوقت فيها عن الشرح |
حديثي غريب في النوى غير أنني | مقيم إلى أن يأذن الله بالفتح |
حلفت بهم ما حلت عنهم وإنما | دعتني لطول البين داعية الربح |
حمدت السرى لما أنيخت ركائبي | بباب أبي العباس مستوجب المدح |
حسام الملوك النافذ الحكم بينهم | وحامي حمى الإسلام بالسيف والرمح |
حري بذا الفخر العزيز محمد | مشيد بيوت المجد فوق ذرى النطح |
حميد المساعي صاحب الشوكة الذي | به الملك أضحى في العلا شامخ الصرح |
حبيب إليه الضرب والطعن في الوغى | إذا ما اْعتلا في سرج عادية الضبح |
حسيب الأصول الفاتحين ببأسهم | بلاد العدى بالأسر فيهم وبالذبح |
حبته المعالي أن يكون لها أباً | وبعلاً ففازت من مساعيه بالنجح |
حوى من أثيل المجد حظّاً موفراً | عن الغير لم ينقل ولا خط في لوح |
حبى الفخر حلّت عند ميلاده وهل | تحلّ الحبا إلا لصنو العلى اللح |
حليمٌ إذا ما جاء ذو الذنب تائباً | وخير الملوك القادرين أولوا الصفح |
حياة الندى والجود نيطت بكفه | وسبب عنها موته البخل والشح |
حنانيك رب التاج والطلعة التي | كأنّ سناها في الدجا فلق الصبح |
حللنا بك البيت الرفيع بناؤه | لأنك فينا مفخر العرب الفصح |
حدائق نظم الشعر فيك بديعة ٌ | عليها طيور البشر دائمة الصدح |