ذهبت إلى منازلة الأسود
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ذهبت إلى منازلة الأسود | وذلك ما ورثت من الجدود |
ركبت الصعب نحو الغاب حيث | الزئير به كجلجلة الرعود |
طربت به لزمجرة الضواري | كأنك بين مزمارٍ وعود |
ونعم تزاور الأقران لكن | وفودك حيها شر الوفود |
أخذت ثلاثة وتركت جمّاً | لكيلا ينقرضن من الوجود |
أيجمل ما صنعت نعم وأنَّى | يفل شبا الحديد سوى الحديد |
ولكن فيه شوب قلى فإن | اْتحاد الطبع أشبه بالعهود |
وماذا ذنبها ويداك تفري | وتفتك فتكها تحت البنود |
فهل خفرت ذمامك واستخفّت | ولو غلطاً بمنصبك المجيد |
وهل نظرت بعين السوء حتى | لأغنام الرعية والعبيد |
لعلّك خلتها تنوي إذا لم | تؤد بها مجاوزة الحدود |
معاذ الله إن لها ذكاءً | يصدّ الطبع عن فكّ القيود |
وتعلم وهي ذات الصمت وحياً | بأنك ذو الكتائب والجنود |
وإنك سائق الأرواح قهراً | إلى حوض المنية للورود |
وإنك فوقها بأساً وعزماً | وإقداماً وذو البطش الشديد |
كما علمت أوائلها بما للأوائل | من جدودك من جدود |
فأنت السيف وحدك ذو مضاءٍ | برزت مقارناً سعد السعود |
وأنت لتبع العصر المجلّى | بمضمار العلى أسمى حفيد |
فعش ملكاً ودم في أوج عز | تكلّل بالترقي والمزيد |