دعتكلك البشرى إلى عرشها أسما
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
دعتكلك البشرى إلى عرشها أسما | لترقى على ما فيكمعراجها الأسمى |
وتشهد منها فاخلع النعل خاضعاً | بطور تجليها سنا الذات والأسما |
وتقطف من غرس التمني لرفعها | حجاب التجنّي يانع الجلوة العظمى |
هنالك مغزى العاشقين ومنتهى | أماني أهل الحب والشيمة الشما |
وثمة تحظى بالملاحظة التي | تنال بها أقصى مرامك والمرمى |
ومهما بدت فاسجد إليها ولا تذر | بسرك معنى من سواها ولا رسما |
إذا أشرقت شمس الجمال فهل ترى | بعينيك بدراً بادي النور أو نجما |
ويا حبذا إن روقت من رحيقها | كؤوساً وفضت عن أباريقها الختما |
فطف واسع وانوٍ الاعتكاف بحانها | ولا تخش عاراً إن ثملت ولا إثما |
ففي سبلها الإدراك إيجابه فيا | لسالبة جزئية عكسها تمّا |
وتلك التي توحي بجبريل جامها | إلى الروح آي الغيب في ذلك الإغما |
وتسري بها الأسرار في سر من دنا | من الدن أو من عرف مختومها شما |
وما الفضل إلا فضلة من عصيرها | ومن أجل هذا جانس الكرم الكراما |
وما الشرف السامي سوى في ارتشافها | وفي ذوقها المعنى الذي ينطق البكما |
وهل غير ساقيها بأقداح راحها | عن الغي يهدي العمي أو يسمع الصمّا |
نعم إنه الفرد ابن دحلان أحمد | إمام الورى طرّاً وأوسعهم علما |
ثريا أمان الدين من كل ملحد | ونبراسه الماحي بأنواره الظلما |
ومن كان للإسلام شيخاً وللهدى | أبا ولسيار العلا أمة وأمّا |
أغربني الزهراء إ'كليل تاجهم | وأوفرهم في إرث آبائه قسما |
وأصبح في علياء شيب ابن هاشم | يتيمة ذاك العقد والدرة العصما |
تبوّأ من بطحاء مكة منزلاً | فاشرق فيها للورى بدره تمّا |
به أصبحت أم القرى تحسد القرى | وتحبو الضيوف المستفيدين بالنعما |
به غرّة العلم الشريف تهلّلت | سروراً وثغر الفضل أضحى به ألمى |
خبير بأسرار الكتاب وسنة | الرسول وباستنباطه منهما الحكما |
وعى بين الآيات مشروح صدره | وآتاه في القرآن منزِلُهُ فهما |
وما زال يبري من براهين آيه | سهام هدى يرمي فيصمي بها الخصما |
وأصبح كشاف الحقائق خازن المعالم | تبيان الهدى منفقا مما |
بدعوته أحيى شريعة جدّه | إلى أن نفى عنها التأيم واليتما |
وألقح بالسر الذي في ضميره | قرائح كانت عن تلقى الهدى عقما |
فأنهلها صفو اليقين وعلّها | وزحزح عنها الشك والظن والوهما |
مجلى سباق المجد أخطب من رقى | ذرى منبر العلياء أشرف من أمّا |
فأخلاقه كالروض تزهو وعلمه | يجل مقاما أن يُشَبَّهَ بالدأما |
بخفض الجناح استوجب الرفع ناصبا | موازين وصف العدل واستعمل الجزما |
إلى أن رقى في القرب متن المنصة | المشار إليها بالأصابع والمومى |
له بلطيف الروح في كل حضرة | حضور وإن كنا نشاهده جسما |
كراماته كالمعجزات وإنها | لمنها وشبه الأصل لا يقتضي ظلما |
ومن يستجر في سوحه مخلصاً فلا | يخاف من الأيام ظلماً ولا هضما |
له في جمال الحق شغل ورغبة | عن الخوض في أوصاف زينب أو سلمى |
يقوم إذا أرخى الدجى ذيله إلى | مناجاة من في حبه حرم النوما |
وحينئذ يفنى السوي في شهوده | لدى حضرة الذات المقدسة الأسما |
فيدرك من سر العلوم غرائبا | بها يهتدي من كان في هذه أعمى |
تضج إذا ما قام للوعظ بالبكا | قلوب وكانت قبل كالصخرة الصما |
وكان أشد الناس بالناس رأفة | وأنفذهم في ظالمي قومهم سهما |
إليك ابن زيني مدحة من مقصر | تخوض وتطوي نحوك اليم واليهما |
تتوب إذا حيّتك عن ذي بضاعة | من الشعر مزجاة وتنشدك الرحما |
غنامى أمانيها القبول ونفحة | لمنشئها بالفتح في الوجهة العظمى |
فإن له في السير بعض عوائق | تؤخره عن جد أجداده قدما |
وقد ناله بعض الأذى من عصابة | ذوي حسد في قومها تكره النعما |
وما لصلاح الكل الاك كافل | ولا ريب أن المستجير بكم يحمى |
وبالصلوات الطيبات على الذي | إلى قاب قوسين ارتقى نختم النظما |