بدت كالبدر تكبر أن تراما
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
بدت كالبدر تكبر أن تراما | وتسمو أن تسام وأن تسامى |
وتاهت بالجمال على الغواني | فهمن بها كما همنا غراما |
ولو لم يقتبسن الدال منها | لما صَبٌّ بهن صبا وهاما |
محجبة حماها الحسن عما | به عشاقها تخشى الملاما |
بريا عرفها النسمات تسري | وتحمله إذا غدت النعامى |
تحيل الترب إن وطئته مسكاً | تمنّاه الرحيق له ختاما |
بروحي إذ بدت في الحان فضلاً | وقد حسرت عن الوجه اللثاما |
تصدّ تقية ً عني وترنو | مخالسة وتبدي لي ابتساما |
تسائل تربها وتقول من ذا | يعاطينا الطلا جاماً فجاما |
فإن له مفاكهة وروحاً | تخف علي من بين الندامى |
فقلن لداتها يا هند غفراً | أمثلك تجهلين له مقاما |
لقد برح الخفاء أليس هذا | صريع هواك ما بلغ الفطاما |
أذاب الشوق مهجته فأضحى | يسوم لنفسه الموت الزؤاما |
فما أولاه منك بطيب وصل | يتم به له ولك المداما |
فإن له إلى الفضل انتماء | ومن عبد الحميد له ذماما |
أمير المؤمنين أجل غازٍ | بقائم سيفه الدين استقاما |
خليفة عصرنا المرضي فينا | لدنيانا وللدين الإماما |
هو الطرد المنيع المرتقي في | حماه الجار يأمن أن يضاما |
قرين عرائس المجد اللواتي | سمت إلا له عن أن تراما |
به تزهو المنابر حين تتلى | شمائله وتهتز احتراما |
شأى ما شاء في العلياء حتى | على هام السهى ضرب الخياما |
وارعف سيف نقمته إلى أن | تبوأ من ذرى المجد السناما |
يقود الخيل عادية عراباً | تثير النقع تحسبه ركاما |
فتهوى كالبزاة العصم كراً | سنابكها الخوافي والقداما |
عليها من ذوي عثمان غر | يرون تجشم الهول اغتناما |
إذا وردت بهم دأماء حرب | شهدت لهم بلجته اقتحاما |
ولم يصدرن عن مثوى عدو | وفيه سوى اليتامى والأيامى |
تؤمل من جلالته وتخشى | ملوك الأرض صفحاً وانتقاما |
إذا اشتعلت سعير وغى عليهم | رأيت لهم برايته اعتصاما |
ولم يعبأ بهم لولا ولولا | فسوف يكون إن جحدوا لزاما |
وإذا ما استنفر الآساد يوماً | بدعوة دينه يمناً وشاما |
ليوجف نحوه من كل صقع | خميساً تحت طاعته لهاما |
مليك تعجز الأيام عن أن | تجئ بمثله بطلاً هماما |
براه الله في المسكون عضباً | على الباغي إذا بحماه حاما |
فصان مشاعر الأديان بيت | المقدس والمدينة والحراما |
بسيط الأرض في يده فيحي | ويورد من يشاء به الحماما |
وما من مركز إلا وجدنا | شيات من علاه به وشاما |
نداه الغيث لكن ليت شعري | أيستويان ذا ذهب وذاما |
أخو ثقة بنفس ما اقتفت في ترقيها الملالة والسأما | |
ومهما حل في فلك علي | من الشرف استقل به المقاما |
ولم يرفع مناراً منه إلا | بأعلاه منه كان له اهتماما |
سمى في العز عن آباء صدق | وكان لكل منقبة عصاما |
ولم نعرف له إلاَّ اشتراء | الفخار بباهظ الأثمان ذاما |
أمير المؤمنين انعم صباحاً | ودمت تقي من الدهر الكراما |
فأنت العروة الوثقى ولسنا | نرى للعروة الوثقى انفصاما |
أتيت إليك من بلد بعيد | لأقرئك التحية والسلاما |
وأقضي حق بيعتك التي من | تخلف دونها يلق آثاما |
ولم تكمل لمن لم يعتنقها | ديانته وإن صلى وصاما |
وقابل بالقبول مهاة خدر | حياء منك تعثر واحتشاما |
تمد أكف معذرة وعجز | عن استقصائها المدح التماما |
وكيف بحصر مالك من فخار | ولو حاولته خمسين عاما |
فإنك زينة الدنيا جميعاً | ونشر ثناك قد زان النظاما |