أنتم كالشمس لولا خدرها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أنتم كالشمس لولا خدرها | ما شكى عاشقها ليل التمام |
من لدات الحور إلا أنها | ألفت نار الحشى دار مقام |
وأما لو أصبحت موجدتي | جدتي كنت بكم أغنى الأنام |
أو لو أن الحب فضل كان لي | ما لشمس الدين من فضل الكرام |
نير تقدمه آثاره | كبوادي الفجر تحدو بالظلام |
طالع المغرب من مشرقه | طلعة الشمس على أهل الشآم |
عاقد الجود غماما هاطلا | أوليس الشمس حربا للغمام |
حاكم يلجأ من همته | ومن العلم إلى ركني شمام |
لو قضى بين نداه والحيا | لا نقضى بينهما طول الخصام |
ومتى أنشأ فضلا ناثرا | نال حبات قلوب في نظام |
كم ثنى جائر سمع بهدى | وهدى حائر دمع بانسجام |
بين تاج لاح في وقد السنا | وكمال راح في عقد التمام |
فوقوا الليل بنجم ثاقب | وشهاب يتسرى عن ضرام |
حين فاتوا فأتوا شأو العلى | غرر الفضل وفرسان الكلام |
فهمه ما بين ماض صارم | في خطوب الدهر أو قاض إمام |
أو جواد للمعالي سابق | أو عتاد للملمات همام |
رفعوا للملك أعلام السنا | ونفوا عن حوزتيه كل ذام |
ورأت آراؤهم يوم الوغى | فوق ما دق عن الطعن التؤام |
وإذا ما أظلمت سبل الهدى | ضرجوا عنها غيابات الجهام |
يا بني القاسم هل من قرب | فلقد طال على البعد أوامي |
ما انتجعت الغيث حتى شاقني | برقكم ما كل برق مستهام |
إنما انتم أواذي ندى | يمتريها عارض بالفضل هام |
شغلوا كل فؤاد بهوى | وأمالوا كل قلب عن ملام |
وأباتوا كل قلب شارد | من هواهم في عقال وزمام |
رفعوا فوق العوالي أنجما | طالعات دون أقمار الخيام |
حجبت كل فتاة أختها | أقواما منعوه بقوام |
ما عليهم لو أباحوا في الهوى | ما عليهم من صفات المستهام |
من خصور وشحوها بالضنى | وعيون كحلوها بالسقام |
يا أحبائي متى تشفي الجوى | نظرة بين وداع وسلام |