إن الألى جمعتهم والنوى دار
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إن الألى جمعتهم والنوى دار | جاروا فهل أنت لي من ظلمهم جار |
ساروا على أنهم قربا كبعدهم | فلست أدري أقام الحي أم ساروا |
عندي على الوجد فيهم كل لائمة | وعندهم للهوى العذري أعذار |
ففي الصدور صبابات وموجدة | وفي الخدور لبانات وأوطار |
قد أنكر القوم من وجدي ومن حرقي | هوى تهادن فيه الماء والنار |
إلام أعلن أسراري وأكتمها | وآية الشوق إعلان وإسرار |
دين على عبراتي أن تقر به | وإنما غاية الإنكار إقرار |
قالوا السلو سبيل اليأس بعدهم | وكيف أسلو وريح الشوق إعصار |
يا صاحبي اطويا ليلي مسامرة | بمثل ما بي فللعشاق أسمار |
سلا نسيم الصبا النجدي نفحته | هل عنده من ظباء الرمل أخبار |
ما عرج الركب عني يوم كاظمة | إلا ودون تراقي القوم أسرار |
وفي الظعائن من عدنان غانية | لها من القلب ما تهوى وتختار |
غصن تنزه أن يجنى له ثمر | من الوصال وهل للبان أثمار |
تعتادني خطرات من تعطفه | ودون ذلك أهوال وأخطار |
وفي المقيمين بالزوراء لي سكن | كأنما طرفه للفتك عيار |
ساومته نهلة من ريقه بدمي | وليس غير خفي اللحظ سمسار |
فآه من سهم رام ماله أثر | ومن قتيل غرام ماله ثار |
إن فاتني من زماني ما أقدره | فربما حال دون النجح مقدار |
لا ذنب لي غير أقوام عرفتهم | بيني وبينهم في الفضل إنكار |
وإنما النقص في حظي لتقصهم | فما علي إذا ما فاتني عار |
دعني على ما بعزمي من مفللة | أغامر الهم فالأيام أغمار |
فلم أكن أستثير الدهر غضبته | غلا ولي من أبي المنصور أنصار |
وهي القوافي إذا تدعو لحادثة | شمس القضاة فجرف الخطب منهار |
فليعد جور الليالي جار همته | فقد تقدم إعذار وإنذار |
ما يمتري الظن فيه عند نائله | إن الغمائم من كفيه تمتار |
يهمي سحاب يديه وهو مبتسم | وللغزالة أنواء وأنوار |
شمس لها من معالي جدها فلك | تسري به من سعود المجد أقمار |
كواكب همها إدراك غايتها | من العلى والعلى للشهب مضمار |
مثل الأسنة كل نال رتبته | من السنا والقنا الخطي أنظار |
إذا بنوك أبا منصور انتسبوا | إلى نداك سما بالفخر تيار |
عممتم المجد بالنعمى وهم بكم | بحر يمد المعاني منه أنهار |
ما زلت تغلي بنات الحمد مشتريا | حتى غدوت وللأشعار أسعار |
من كل فاتنة بكر ضرائرها | عون وهل يستوي عون وأبكار |
فليهنك العمر الوافي الثناء به فإنما سائرات الشعر أعمار | |
وكلما عاد عيد النحر مقتبلا | وافى وجودك للأموال نحار |
ترى العواقب من أجفان ذي فطن | يقظان يعلم أن العيش أطور |
أسماؤكم في سماء المجد ثابتة | وفعلكم في بروج الحمد سيار |
لا فاتني من سنا أنواركم نظر | فكل يوم أراكم فيه مختار |