حَياةٌ ومَوتٌ وانتِظارُ قيامَةٍ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حَياةٌ ومَوتٌ وانتِظارُ قيامَةٍ، | ثَلاثٌ أفادَتْنا ألوفَ مَعانِ |
فلا تَمهَرَا الدّنيا المروءَةَ، إنّها | تُفارِقُ أهليها فِراقَ لِعان |
ولا تَطلُباها من سِنانٍ وصارِم، | بيَومِ ضِرابٍ، أو بيَومِ طِعان |
وإنْ شئتُما أن تَخلُصَا من أذاتِها، | فَحُطّا بها الأثقالَ واتّبِعاني |
فَما راعَني منها تَهجّمُ ظالِمٍ؛ | ولا خِمتُ عن وَهدٍ لها ورِعان |
ولا حَلّ سرّي، قطّ، في أُذنِ سامعٍ، | وشِنفاهُ، أو قرطاهُ يَستَمِعان |
ولم أرقُبِ النَّسرينِ في حومةِ الدُّجَى، | أظنُّهُما في كَفّتي يَقَعان |
عَجِبتُ من الصّبحِ المُنيرِ وضِدّهِ، | على أهلِ هذي الأرضِ يَطّلِعان |
وقد أخرَجاني بالكَراهَةِ منهما، | كأنّهما، للضّيقِ، ما وَسِعاني |
وكيفَ أُرَجّي الخَيرَ يَصدُرُ عَنهما، | وقَد أكَلَتْني فيهما الضَّبُعان؟ |
وما بَرّ من ساواهما في قياسِهِ، | ببِرّيْ عُقوقٍ، بل هما سَبُعان |
وما ماتَ مَيتٌ مَرّةً في سواهما، | كخَصمينِ، في الأرواحِ، يفترِعان |
أشاحا فقالا، ضِلّةً: ليسَ عندَنا | محلٌّ، وفي ضِيقِ الثّرَى وَضَعاني |
وكَيوانُ والمِرّيخُ عَبدانِ سُخّرا، | ولَستُ أُبالي إنْ هما فَرَعاني |
ولو شاءَ مَن صاغَ النّجومَ بلُطفِهِ، | لَصاغَهُما كالمُشتري ودَعان |
أيعكِسُ هذا الخلقَ مالكُ أمرِهِ، | لَعَلّ الحِجى والحَظّ يجتَمِعان؟ |