بني آدمٍ بئسَ المعاشِرُ أنتمُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
بني آدمٍ بئسَ المعاشِرُ أنتمُ، | وما فيكمُ وافٍ لمقتٍ، ولا حبِّ |
وجدتكمُ لا تقربون إلى العُلا، | كما أنّكمُ لا تبعدونَ عن السّبّ |
ولم تكفكم أكبادُ شاءٍ وجاملٍ، | ووحشٍ إلى أن رُمتمُ كَبِدَ الضّبّ |
فإن كان ما بينَ البَهائمِ قاضياً، | فهذا قضاءٌ جاءَ من قِبَلِ الرّبّ |
ركبتم سفينَ البحر، من فرط رَغبةٍ، | فما للمطايا والمطهَّمةِ القُبّ |
وكلُّكمُ يبدي، لدنياهُ، نَغْصَةً، | على أنه يخفي بها كَمدَ الصّبّ |
إذا جولِسَ الأقوامُ بالحقّ أصبحوا، | عُداةً، فكلُّ الأصفياءِ على خِبّ |
نشاهدُ بيضاً منْ رجالٍ، كأنّهمْ | غرابيبُ طيرٍ، ساقطاتٍ على حَبّ |
إذا طلبوا، فاقنعْ لتظفرَ بالغنى؛ | وإن نطقوا، فاصمتْ لترجع باللُّبّ |
وإن لم تُطِقْ هِجرانَ رَهطِكَ دائماً، | فمن أدبِ النّفسِ الزّيارةُ عن غِبّ |
ويدعو الطبيبَ المرءُ، وافاهُ حَينُهُ؛ | رُوَيدَك! إنّ الأمرَ جلّ عن الطّبّ |