(81) يحسدونكم على القرآن والسنة، فأين أنتم منهما؟! - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
أخبرنا ربنا تبارك وتعالى عن الحسد الشديد من الكفار والمنافقين لأهل الإسلام على ما امتن الله عليهم به من منة كبرى، هي هذا الشرع المطهر المتمثل فيما أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم كتابًا وسنة.تمنوا من أعماق القلوب لو لم ينزل هذا الخير عليكم؟
لماذا؟
لأنكم لو طبقتموه لصرتم أسياد الدنيا وملوك الآخرة.
فأين الأمة اليوم من سبب عزهم ورقيهم وسيادتهم في الدنيا، وملكهم الدائم في الآخرة؟!
أين الأمة في ظل تبديل الشريعة وتنحيتها جانبًا ومحاربتها ليل نهار في فضائيات المسلمين قبل غيرهم؟!
المسلمون منبهرون بمناهج اخترعها أعداؤهم للنيل من شريعتهم المطهرة فارتموا في أحضان الماركسية والاشتراكية والعلمانية وغيرها.
ووالله لا فلاح لأمة الإسلام إلا بما أنزل إليهم ربهم على خاتم رسله وإمام أولياءه، فهل وعينا وانتبهنا وعرفنا قيمة ما أنزل إلينا من خير، والتمسنا في تطبيقه السيادة والريادة ونعيم الدنيا والآخرة؟!
قال تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [105: البقرة].
قال العلامة السعدي رحمه الله:
"أخبر عن عداوة اليهود والمشركين للمؤمنين، أنهم ما يودون {أَنْ يُنزلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ}، أي: لا قليلًا ولا كثيرًا {مِنْ رَبِّكُمْ} حسدًا منهم، وبغضًا لكم أن يختصكم بفضله فإنه {ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}، ومن فضله عليكم، إنزال الكتاب على رسولكم، ليزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة، ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون، فله الحمد والمنة".