لو حفظت يوم النوى عهودها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لو حفظت يوم النوى عهودها | ما مطلت بوصلكم وعودها |
ماذا جنت قلوبنا حتى غدا | في النار من شوقكم خلودها |
لم أنسها إذا نثرت دموعها | في خدها ما نظمت عقودها |
إذا قربتني للوداع نحوها | فبان في وصالها صدودها |
كأسهم الرامي متى قربها | يكون تقريبها تبعيدها |
محمد يحمد عيش بلدة | مالكها بعدله محمودها |
مؤيد أموره بعزمة | من السموات العلى تأييدها |
آثاره حميدة وإنما | للمرء من آثاره حميدها |
إن الورى بحبه وبغضه | يعرف من شقيها سعيدها |
قد جاءكم نور من الله فمن | به اهتدى فإنه رشيدها |
جلا ظلام الظلم نور الدين عن | أرض الشآم فله تحميدها |
إن الرعايا منه في رعاية | ونعمة مستوجب مزيدها |
لنومها يسهر بل لأمنها | يخاف بل يخصبها بجودها |
بالدين والملك له قيامه | وللملوك عنها قعودها |
ودأبه ثلم ثغور الكفر لا | لئم ثغور ناقع برودها |
قد أسبغ الله لنا بعدله | ظلال أمن وارف مديدها |
غدا ملوك الروم في دولته | وهم على رغمهم عبيدها |
لما أبت هاماتهم سجودها | لله أضحى للظبى سجودها |
إن فارقت سيوفه غمودها | فإن هاماتهم غمودها |
كم مغلقات من حصون عزمه | مفتاحها وسيفه إقليدها |
قد ودت الفرنج لوفرت نجت | منك ولكن روعها يبيدها |
قهرتها حتى لود حبها | من ذلة لو أنه فقيدها |
أماتها رعبك في حصونها | كأنما حصونها لحودها |
وإن مصرا لك تعنو بعدما | لسيفك العضب عن صعيدها |
والملة الغراء خال بالها | عال سناها بك حال جيدها |
مفترة ثغورها ممنوعة | ثغورها محفوظة حدودها |
وإن بغى جالوتها ضلالة | فأنت في إهلاكه داودها |
يا ابن قسيم الدولة الملك الذي | خرت له من الملوك صيدها |
دع العدا بغيظها فإنما | يذيب أكباد العدا حقودها |
يا دولة نورية أمن الورى | وخصبها وجودها وجودها |
ما مثل الدنيا لمن يجمعها | بالحرص إلا قزة ودودها |
أنت الذي يرفضها عن قدره | فلا يشوب زهده زهيدها |
فابق لنا يا ملكا بقاؤه | في كل عام للرعايا عيدها |
في نعمة جديدة سعودها | ودولة سعيدة جدودها |