أصح عيون الغانيات مريضها
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أصح عيون الغانيات مريضها | وافتك ألحافظ الحسان غضيضها |
تهز قدود السمر للفتك سحرها | وتشهر من أجفانها البيض بيضها |
وقد طال فكري في خصور ضعيفة | بأعباء ما في الأزر كيف نهوضها |
غرضن بشيبي والشبيبة إنما | يغز الغريرات الحسان غريضها |
سوافر غر عن وجوه لحسنها | معان على فهمي يدق غموضها |
نوافر مسود الشباب أليفها | حبائب مبيض المشيب بغيضها |
عن المقتر البادي القتير نفارها | وعند الفتى الحالي الثراء ربوضها |
كأن قلوب العاشقين بدينها | رهون غرام ما تؤدى قروضها |
وقد غر في ميعادها وهو خلب | كما غر من شيم البروق وميضها |
أجرني بصبر إن فيض مدامعي | سيول هموم في فؤادي مغيضها |
وهل مطفئات أدمعي نار لوعة | توقد في أرجاء قلبي مضيضها |
تكلفني نقض العهود بسلوة | ثباتي على إبرام وجدي نقيضها |
أأغضي على حد من الضيم مرمض | وسيفي بتار الحدود رميضها |
أغثني بالإرشاد فالطرق إنما | يدل بها خريتها ونفيضها |
أعني على بلواى فالعمر غمرة | يعاين أهوال الردى من يخوضها |
شجاني انضمامي والخطوب كثيرة | إلى خطة يؤذي الأسود بعوضها |
تساوى لديها غثها وسمينها | وأودى بها منحوضها ونحيضها |
ولي عند تحقيق المعاني أدلة | تزيف في وقت النضار نقوضها |
حظوظي على علاتها وشتاتها | كأبيات شعر ما يصح عروضها |
جوامد لكن نار عزمي تذيبها | جوامح لكن طول صبري يروضها |
ستشرق في أوج الصعود سعودها | وإن زاد إظلام الحظوظ حضيضها |
بجود أمير المؤمنين وسيبه | تفيض على أرض الأماني فيوضها |
إمام البرايا خيرها مستضيئها | غزير الأيادي جمها مستفيضها |
تفيض لترويض الرجاء مياهه | وللنجح يرجى عدها ونضيضها |
جزيل العطايا وافر الفضل وارف الظلال | طويل المأثرات عريضها |
تبدل بالأموال آمال وفده | فكن فاقة منا بوجد يعيضها |
ويفتح من مداحه باللها اللها | وقد حال من دون القريض جريضها |
إذا اقترحت منا القرائح مدحه | تسابق من شوق إليه قريضها |
مواليه مشكور المساعي نجيحها | وشانيه مردود المباغي دحوضها |
أتتنا وفود الكرمات بجوده | ووافى إلينا قضها وقضيضها |
إذا ظمئت آمالنا وردت له | بحار لهى يروي العطاش فضيضها |
من الأسرة الغر التي بولائها | أفاض المبرات الغزار مفيضها |
مكرمة أعراضها ومهانة | لإظهار عز الأولياء عروضها |
موالاتهم في الله عن صدق نية | غسول لأدران الذنوب رحوضها |
هم الكاشفو الغماء في كل لزبة | عدا بنيوب النائبات عضوضها |
أضاء بهم شرق البلاد وغربها | وحيزت لهم أطوالها وعروضها |
ومن عجب صلت لقبلة بأسهم | رؤوس أعاد من ظباهم محيضها |
تدل على الرعب الذي في قلوبها | مفاصل للأعداء شاج نقيضها |
وما هامر هام من الودق إن بكى | تبسم مرهوم الرياض أريضها |
واديها وطاب نسيمها | وغرد شاديها وغنى غريضها |
بأغزر من جود الإمام الذي به | إذا شكت الآمال يشفى مريضها |
حباني على ضن الزمان بثروة | حلا زبدها في عيشتي ومخيضها |
جناح رجائي ريش والناس منهم | رجائي محصوص الخوافي مهيضها |
إليك أمير المؤمنين أحثها | نياقا تردى بالهزال نغوضها |
طلائع آمال رذايا مطالب | تداعت بتعريق النحول نحوضها |
حوامل آراب حوامل نجحها | إذا عقمت ميلادها ونفوضها |
لئن عافت الأقدار عن قصد بابكم | وعارضني عند المسير عروضها |
فإني أنى كنت في ظل طاعة | لغير هداكم ما تقام فروضها |
سأطلب ربي في ورود بحاركم | وأهجر قوما أظمأتني بروضها |