لو كنت تعلم منتهى برحائه
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
لو كنت تعلم منتهى برحائه | حابيت إبقاء على حوبائه |
ولكنت تترك في الغرام ملامه | كيلا يزيد اللوم في إغرائه |
لا تنكرن ضحكي أريك تجلدا | ضحك الحيا بالبرق عين بكائه |
ما كنت أ'لم دمع عيني مفشيا | سرا لهم أشفقت من إفشائه |
حتى جرى في الخد مني أسطرا | فعرفت أن الشوق من إملائه |
ما كان أعذب بالعذيب لدى الصبا | عيشا أمنت فناءه بفنائه |
إذ كاسمه ماء العذيب وأهله | في العز تحسدهم نجوم سمائه |
والحي شمس الأفق تخبأ وجهها | منه حياء من شموس خبائه |
أيام لم أبصر جميلا فيهم | إلا وفاء إلى جميل وفائه |
ومقرطق ألفيت قلبي آبقا | مني له فالقلب قلب قبائه |
قلق الوشاح محبه قلق الحشا | فكلاهما ظام إلى أحشائه |
ويشد عقد نطاقه في خصره | حذرا عليه لضعفه ووهائه |
بدر فؤادي في محبة وجهه | بدريه المعدود من شهدائه |
إشراق غرة وجهه في صدغه | يبدي لك الإصباح في إمسائه |
منشور إقطاع القلوب عذاره | فالحسن جند وهو من أمرائه |
وله الشباب الغض أبدع كاتب | إذ خطه المرقوم من إنشائه |
وشى بخط عذاره وجناته | ما أحسن الخضراء في حمرائه |
دب الدخان إلى حواشي خده | إد أشعلت نار الصبا في مائه |
في عارضيه سواد أبصار الورى | قد شف من ماء الصبا لصفائه |
والصدغ منه لعارضيه معارض | وسواد ذاك الخط من أفيائه |
ومن المحب لم يدع رمقا له | هلا أخذت زمامه لذمائه |
أعدى سقام اللحظ منه محبه | يا محنتي منه ومن أعدائه |
وسقام مقلته زيادة حسنها | وأراه في جسمي زيادة دائه |
يا صاحبي الصاحيين من الهوى | قد طال عهدكما بكأس طلائه |
لا تطمعا في أن أفيق فإنني | يا صاحبي سكرت من صهبائه |
لا تسمعاني فيه ما أنا كاره | إن المحب يصد عن نصحائه |
ولقد أصم عن الكلام تغافلا | لأنزه الأسماع عن فحشائه |
أروي حديث الحادثات وخطبها | لي يخطب الأهوال من أهوائه |
يخفي الزمان سناي في إظلامه | إخفاء ألثغ سينه في ثائه |
لما مضيت له براني صرفه | مثل اليراع فبريه لمضائه |
حتام أرضي الضيم من أدوانه | وإلى متى أغضي على إقذائه |
إحفظ لسانك أن يطول فإنما | قصر اللسان يكف عن غلوائه |
والشمع قطع لسانه من طوله | وحياته سبب إلى ادرائه |
ومقاسم في ثروتي لما رأى | عدمي غدا مستأثرا بثرائه |
قومت في زمن الشدائد غصنه | فاعوج إذ هبت رخاء رخائه |
ونفعته لما تناهى ضره | فأعضته السراء من ضرائه |
قلبي من الإشفاق محترق له | كالشمع وهو يعيش في أضوائه |
متناوم عني إذا ناديته | ولطالما استيقظت عند ندائه |
إن أستزده يزد كراه وزائد | تحريك مهد الطفل في إغفائه |
ولئن جفاني الدهر في أحداثه | فلأصبرن على فظيع جفائه |
فالله يفعل ما يشاء بخلقه | وجميع ما يجري لنا بقضائه |
فاستعد من ريب الزمان بصاحب | تعدي فضائله على عدوائه |
واشك الزمان إلى شهاب الدين كي | يبدي رياض الخصب في شهبائه |
ونداه ناد فإن أندية المنى | مخضرة الأكناف من أندائه |
وهو الشهاب حقيقة فالفضل من | أنواره والطول من أنوائه |
كالشمس في آرائه كالغيث في | آلائه كالصبح في لألائه |
لله راحته ففيها راحة | لمؤمليه ومرتجي نعمائه |
فعداته يغنون من إعطابه | وعفاته يحيون من إعطائه |
يغضي حياء والمهابة كلها | في أنفس الأعداء من إغضائه |
ويغض عينا للوقار ونوره | لتغض عين الشمس دون لقائه |
إن كان ما غثت معاني مدحه | مني فما رثت حبال حبائه |
أبني المظفر ما يزال مظفرا | راجيكم أبدا بنيل رجائه |
وإذا عرا خطب ملم مؤلم | داويتم بالجود من أعدائه |
يا من علا يحكي أباه وجده | زان العلاء بجده وإبائه |
يعني الزمان بمن عنيت بأمره | حاشاك تترك عانيا بعنائه |
فانصر أبا نصر على زمن أبي | نصري لفضل أنت من أبنائه |
واشفع تشفع وعده بنجازه | أنى يخيب وأنت من شفعائه |
ذكر بحالي الصاحب المولى الذي | يقوى أمير المؤمنين برائه |
وقل استجار كريم بيت بي وذو البيت | الكريم يجد في إحيائه |
والمستجير بنا مجار لم يزل | ولو أن هذا الدهر من أعدائه |
شافه أمير المؤمنين بحاله | فأرى شفاهك موجب لشفائه |
قل للإمام علام حبس وليكم | أولوا جميلكم جميل ولائه |
أو ليس إذ حبس الغمام وليه | خلى أبوك سبيله بدعائه |
لولاك كان روي شعري ظامئا | لا يطمع الراوون في إروائه |
والفضل بين بنيه أوكد نسبة | فأغث كريما أنت من نسبائه |