تغنم زمان الجود في اللهو واسبق
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تغنم زمان الجود في اللهو واسبق | وفز باجتماع الشمل قبل التفرق |
هلموا نسابق نحو مشمس جلق | وثم لما نهوى على الأكل نلتقي |
تصفر شوقا لانتظار قدومنا | ومن يتعشق ذا الفضائل يشتق |
وما رمقت للشوق رمد عيونه | فإن تترفق منه تنظر وترفق |
إذا حضرت أطباقه غاب رشدنا | لما يتلاقى من مشوق وشيق |
لأن مذاب الشهد فيه مجسد | أجد له عهد الرحيق المعتق |
وما اصفر إلا خوف أيدي جناته | فليس له أمن من المتطرق |
حكى جمرات بالفضا قد تعلقت | فيا عجبي من جمرة المتعلق |
كأن نجوم الأرض فوق غصونه | فيا حيرتي من نجة المتألق |
وجناتها محمرة وجناتها | فمن يرها مثلي يحب ويعشق |
بدت بين أوراق الغصون كأنها | كرات نضار في لجين مطرق |
تساقطها أشجارها فكأنها | دنانير في أيدي الصيارف ترتقي |
ومشمش بستان الزكي بشهده | شهادته تقضي فزك وصدق |
يقول رفيقي في دمشق تعجبا | أما لك بستان مقالة مشفق |
فقلت إلى باب البريد وسوقه | لأمثالنا تجنى بساتين جلق |
ولو كان لي بالسهم سهم وجدت لي | منالي بأيام الثمار ومرفقي |
إذا كنت مبتاعا من السوق مشمشي | فما لي إلا لذة المتسوق |
وما لي بأرباب البساتين خلطة | فيصبح في حيطانها متسلقي |
كرام وثوقي في الشتاء بودهم | ولكنهم في الصيف ينسون موثقي |
وما ثم من يجدي ويقري ويقتني | ثنائي سوى المحيي الكريم الموفق |
وذلك يوم واحد ليس غيره | أمن أجل يوم واحد قلت لي اسبق |
على أنني لو قيل بالصين دعوة | أثرت إليها لوعة المتحرق |
فإن جئت قبلي جلقا فارم منعما | حديثي ينادي المنعمين وحلق |
لعل كريما ينتخي لضيافتي | بمشمشة عند القدوم وينتقي |
فلا تنس نشو الدين نشوة خاطري | وقل عن صبوحي كيف شئت ورقق |
وهات وساعدني وخذ من قريحتي | لطيمة داري من الحمد واعبق |