عادت عليك عوائد الأعوام
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عادت عليك عوائد الأعوام | في العز والإجلال والإعظام |
وعمرت هذا الملك منتهيا به | أمد الدهور وغاية الأيام |
في صحة مصحوبة بتمام | وسلامة موصولة بدوام |
وقهرت أشياع الضلال مؤيدا | بنوافذ الأقدار والأحكام |
وبلغت حيث نوت لقصدك همة | موصولة الإنجاد والإتهام |
متذلل لك عز كل ممنع | متسهل لك صعب كل مرام |
حتى تبوأ بالمشارق طاعة | مأمولة من معرق وشآمي |
وترد نائي الملك في أوطانه | من عهد كل متوج فمقام |
وتنيخ رحل العز غير مدافع | بمعاهد الأخوال والأعمام |
وتحل بالحرمين منك كتائب | مأمونة الإحلال والإحرام |
فبك استعاذ الملك من سطو العدى | وغدا بسيفك باهر الأعلام |
وبنور وجهك أشرقت سبل الهدى | وانجاب عنها غيهب الإظلام |
وبجودك اتصلت أماني الورى | بالنجح وانفصمت عرى الإعدام |
فليشكرن الدين أن أوليته | عطف الشقيق وخلة الأرحام |
فصدعت عنه الجور صدعة ثائر | ونظمت فيه العدل أي نظام |
فاسعد بأضعاف الجزاء وخذ به | أوفى الحظوظ وأوفر الأقسام |
وليهنك الفوز الذي أحرزته | نسكا بأزكى قربة وصيام |
وليهنك الفطر الذي استقبلته | لهجا بغير تحية وسلام |
مستبشرا بالحاجب الندب الذي | في برئه برء من الأسقام |
بدر المعالي شفه بعض الذي | ما زال يلحق كل بدر ظلام |
وشكاة ضرغام جدير كرها | من جسم ضرغام إلى ضرغام |
حميت جوانح صدره شوقا إلى | لمع الأسنة في الهجير الحامي |
وشكا اعتلالا حين هام تذكرا | نحو الطعان ونحو ضرب الهام |
وأنا الزعيم بأن عاجل برئه | في قرع طبل أو صليل لجام |
أو لبس درع أو تهادي سابح | أو مد رمح أو بريق حسام |
خواض أهوال الحروب مساور | غلب الليوث مضعضع الآجام |
مستقبل بالنجح ممنوع الحمى | ماضي الطعان مؤيد الإقدام |
أم العداة فصال صول حمام | وسقى العفاة فصاب صوب غمام |
ولرب مبهمة الفروج تمزقت | غماؤها عن وجهه البسام |
حازت له الهمم السنية منزلا | في الفخر أعجز خاطر الأوهام |
وتهللت منه المكارم والندى | والبأس عن ملك أغر همام |
أعطى السيادة حقها حتى اغتدت | منه الحجابة في المحل السامي |
وحوى عن المنصور غر شمائل | قادت له الدنيا بغير زمام |
يا ربنا فاحفظ علينا منهما | ذخر الرجاء وعدة الإسلام |
يا موسع الراجين إفضالا ويا | مأوى الغريب وكافل الأيتام |
أعجز بجهدي أن يفي بالعهد من | منن علي لراحتيك جسام |
فلأفخرن على الزمان وأهله | بصلات جود من نداك كرام |
أصبحن لي دون اللئام وقاية | وإلى علاك وسيلتي وذمامي |
والعدل في حكم المكارم والعلا | أن يشفع الإنعام بالإنعام |
فلأشكرنك أو تجيء منيتي | ولأرجونك أو يحم حمامي |
ولأصرمن علائق الأمل الذي | يقتادني لسواك أي صرام |