إليك منك فرار الخائف الوجل
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إليك منك فرار الخائف الوجل | وفي يديك أمان الفارس البطل |
تقابلت نحوك الآفاق واجتمعت | على يمينك شتى الطرق والسبل |
ويممتك ملوك الأرض معلمة | إليك نص نجاء الخيل والإبل |
فالبر والبحر من آتيك في شغل | والشرق والغرب من راجيك في جذل |
قد ساعدتك نجوم السعد طالعة | فاسعد وأعطيت غايات المنى فسل |
وأسلمت لك أملاك البلاد معا | أعنة الملك والأيام والدول |
وفاز قدحك إذ قارعت أرؤسها | بطاعة الدهر والأديان والملل |
وقد تيمم شنج منك عائدة | تجيره من سيوف الكرب والوهل |
وقاد نحوك والتوفيق يقدمه | جيشا من الذل ملء السهل والجبل |
مستعطفا لحياة جل مطلبها | عن مبلغ الكتب أو مستعطف الرسل |
مستخذيا لسيوف النصر حين أبت | من دين طاعته قولا بلا عمل |
خلى الكتائب قسرا والظبى وغدا | عن الأحبة والأشياع في شغل |
مذل صفحة عان جل مطلبه | داع إلى صفحك المأمول مبتهل |
في شيعة ملأت ذلا قلوبهم | نهوج سبل إليها للقنا ذلل |
محكمين يسوقون النفوس إلى | إنفاذ حكمك سوق السبي والنفل |
مستبشرين بما أحييت من أمل | مستسلمين لما أمضيت من أجل |
خاضوا إليك بحار الموت زاخرة | يمور فيهن موج النقع كالظلل |
وأضحت الأرض في رحب الملا لججا | سالت عليهم ببيض الهند والأسل |
والأسد بارقة الألحاظ في أجم | من القنا بحبيك البيض مشتعل |
رقت غلائلهم سردا كأنهم | تسربلوا لبس رقراق من الغلل |
والصافنات تهادى في أعنتها | كالغيد يرفلن بين الحلي والحلل |
وخافقات كأمثال الحشا خفقت | روعاتها خطرات الذعر والوجل |
تزينت بسكون الجأش ثابتة | واستشعرت هفوات الطائش الوجل |
حتى انتهى يدك العليا وقد قسمت | أحشاؤه بين أيدي الريث والعجل |
إذا ونت بخطاه هيبة حكمت | عليه ثار به مستعذب الأمل |
فوافق البحر والآفاق تكنفه | من الرياح ووافى الشمس في الحمل |
وقابل المجد والإعظام في ملك | بالسعد مستقبل للسعد مقتبل |
متوج ببهاء الملك معتصب | ومحتب في رداء العز مشتمل |
بالجود مغتبق بالحمد مصطبح | في السبق منقطع بالحلم متصل |
لله يوم من الأيام فزت به | فردا من المثل فيها سائر المثل |
من بعد ما وعظته الحادثات بمن | أردت سيوفك من أشياعه الأول |
وكم تأسف منهم في معاهد قد | آلت معاهد للأحزان والهبل |
وأخضل الدمع من أجفان مقلته | مجاله في نجيع منهم خضل |
فلتهنك الرتب العليا التي قصرت | عنهن سامية البرجيس أو زحل |
فاسلم ولا زال عز الملك متصلا | من يعرب وبنيه حيث لم يزل |
في خفض عيش وملك غير منفصم | وظل عز وأمن غير منتقل |