عيد ووعد صادق لك بالمنى
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
عيد ووعد صادق لك بالمنى | ولمن شنئت وعيد صدق بالفنا |
ومبشر الأيام أن تبقى لها | ومبشر الإسلام أن تبقى لنا |
ولمن مناه أن تعيش مؤيدا | ومؤيدا ومؤمنا ومؤمنا |
ومعظما ومكرما ومحكما | ومسلما ومغنما وممكنا |
ولعز ملك أنت أكرم من نمى | ولضن دهر أنت أنفس ما افتنى |
مما نمى قحطان أكرم نبعة | مهتزة الأغصان دانية الجنى |
غناء تشدو من خلائقها بها | طير تغنى للخلائق بالغنى |
ولربما كانت فروع غصونها | قضبا من الهندي أولدن القنا |
أهوى إلى الأعداء من علق الهوى | وأدب في مهج الضلال من الضنى |
لفتى له في كسف كل عجاجة | قبب على عمد الخوافق تبتنى |
واختال في لبس الوغى حتى غدا | منه السناء يميس في حلل السنا |
أعدى إلى الأعداء من سهم رمى | عن ملكه وأحن من قوس حنى |
حذر على الإسلام أيسر ما اتقى | هدر له في الشرك أعظم ما جنى |
بمناقب نطمت جواهر للورى | ما أجمل الدنيا بهن وأزينا |
ومقادم في يوم كل كريهة | ما أقرب الدنيا لهن وأمكنا |
حفظ الحياة فكان أولى باسمها | وسما إلى الظفر المعلى فاكتنى |
واجتاب أثواب النهى حتى غدت | شيم المكارم كلهن له كنى |
وسعى إلى نيل المنى فكأنما | كانت مساعيه أماني للمنى |
ودنت له الآمال حتى خيلت | أن النجوم له ثمار تجتنى ب |
وتوالت الاعياد من نعمائه | ما ينقضي عيد لنا إلا انثنى |
فكأن هذا العيد عاد مشككا | أنا عن الأعياد غيرك في غنى |
أو غار من أعيادنا بك فالتوى | بمداه حتى كاد يلحقه الونى |
فليهن عيدك يا مظفر شيمة | من عطفك التأمت به حتى دنا |
وليهننا هذا وتلك وبعدها | ورضاك في الأيام أهنأ ما هنا |
واسعد بعيد طالما أعديته | عودا بإحسان فعاد فأحسنا |
أهدى إليك سلام مكة فالصفا | فمعالم الحرم الأقاصي فالدنا |
فمواقف الحجاج من عرفاتها | فالمنحر المشهود من شعبي منى |
ومناسك شاقت مساعيك التي | أحذيتها منها المثال الأبينا |
فغدا نداك يهل في شرف العلا | لهجا يلبي ليتنا ولعلنا |
وخلفت سعي المروتين معاقبا | بين الندى والبأس سعيا ما ونى |
ورميت بالجمرات من بدر اللهى | ونحرت بدن العرف كوما بدنا |
وغدوت تهدي للمصلى جحفلا | لسيوفه خضع الصليب وأذعنا |
تهوي عليها للبنود سحائب | بخفوقها سكن الشقاق وأسكنا |
جنحا إلى أرض العداة تغيظا | وجوانحا للمسلمين تحننا |
فأريت هذا العيد عزة مالك | متذللا لإلهه متدينا |
ورآك في هدي الصلاة مكبرا | ومهللا وبحمد ربك معلنا |
فرآك وسط الخيل أحسن ما رأى | حسنا ووسط الخير منه أحسنا |
ورأى جبينك الرياسة فتنة | ورأى يمينك بالمحامد أفتنا |
ثم انصرفت عن الصلاة مشيعا | ومقدرا فيك الهدى ومكونا |
والأرض تشرق دارعا ومغفرا | والسبل تشرق داعيا ومؤمنا |
فثنيت أجياد الجياد معرجا | وثنيت سمعك نحو ألسنة الثنا |
في مشهد أندى ندي بالندى | وأحق بالمنن الجزيلة للمنى |
والعيد يقسم ما رأى أهدى الهدى | والملك جامع شمله إلا هنا |
أفلئن رأى في الدهر جوهر سؤدد | من بعدها فقد استبان المعدنا |
وليعمرن بذكر مجدك أعصرا | ويبشرن بطول عمرك أزمنا |
يا مدني الأمل البعيد وإن نأى | ومبعد الخطب الجليل وإن دنا |
ومسلي الغرباء عن أوطانهم | حتى تبوأ كل قلب موطنا |
ومن احتذى من كل بان للعلا | مثلا ولم يغفل عمارة ما بنى |
حسبي رسول الله فيكم أسوة | إذ عاد من مضريكم فتيمنا |
قلقت به أوطانه من ظاعن | لم يلف في عدنان عنكم مظعنا |
فاختاركم رب السماء لحرزه | ولعزه ولحزبه أن يفتنا |
ولرحله ولأهله أحبب به | سكنا لكم وبكم إليه مسكنا |
فوقيتم ورعيتم وسعيتم | وحميتم الإسلام حتى استيقنا |
وبذلتم عنه نفوسا حرة | لإبائها دان الضلال ودينا |
وسللتم منها سيوفا برة | بمضائها بان اليقين وبينا |
فبها ضربتم كل مرهوب عتا | وبها فككتم كل مرهون عنا |
وبها شفيتم قرح دهر عضنا | وبها جلوتم خطب ضر مسنا |
وبها بلغتك يا مظفر مسهلا | في كل لامعة السراب ومحزنا |
وبها وصلت ظلام ليل هاديا | بسناك لي وصباح هم مدجنا |
ظلم كأن نجومها وبدورها | بعثت علينا للحوادث أعينا |
وطوارق كانت أضاليل الفلا | والبحر في الظلماء منها أهونا |
حتى بلغت بك المنى إلا الحصى | إذ لم تقيض لي بشكرك ألسنا |
ولسبعة مع مثلهم أنا كلهم | في النائبات وليس كلهم أنا |
فاسلم لهم وليهنهم منك الرضا | وليهنك الأمل البعيد ويهننا |
ولتفد نفسك يا مظفر أنفس | منا متى تغلق برهن تفدنا |
بندى إذا غص الغمام يعمنا | ويد إذا شعث الزمان نأمنا |
فالله يعصمها ويعصمنا بها | ويقي البلاد بها ويفديها بنا |