أخو ظمإ يمص حشاه سبع
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أخو ظمإ يمص حشاه سبع | وأربعة وكلهم ظماء |
كأنجم يوسف عددا ولكن | برؤيا هذه برح الخفاء |
خطوب خاطبتهم من دواه | يموت الحزم فيها والدهاء |
تراءت بالكواكب وهي ظهر | وآذن فيه بالشمس العشاء |
فهل نظري تخفى أو بصدري | وضاق البحر عنها والفضاء |
وكلهم كيوسف إذ فداه | من القتل التغرب والجلاء |
وإن سجن حواه فكم حواهم | سجون الفلك والقفر القواء |
وأية أسوة في الحسن منه | لإحساني إذا ارتخص الشراء |
وفي باكيه من بعد وصدري | وأجفاني بمن أبكي ملاء |
وأوحش من غروب الشمس يوما | كسوف في سناها وامحاء |
وأفلاذ الفؤاد أمض قرحا | إذا رمت العيون بما تساء |
فما كسرورهم في الدهر حزن | ولا كشفائهم في الصدر داء |
نقائذ فتنة وخلوف ذل | ألذ من البقاء به الفناء |
فإن أقوت مغاني العز منهم | فكم عمرت بهم بيد خلاء |
وإن ضاقت بهم أرض فأرض | فما بكت لمثلهم السماء |
وإن نسي الردى منهم ذماء | فأعذر زاهق عنه الذماء |
فكم تركوا معاهد موحشات | عفت حتى عفا فيها العفاء |
فأظلم بعدنا الإصباح فيها | وكم دهر أضاء بها المساء |
وجد بها البلى فحكت وجوها | نأت عنها فجد بها البلاء |
وهون هوانها في كل عين | جدير أن يعز له العزاء |
بسطن لكل مقبوض يداه | فيما فيهن غير الدمع ماء |
شموس غالها ذعر وبين | فهن لكل ضاحية هباء |
وكم لبسوا من النعمى برودا | جلاها عن جسومهم الجلاء |
ملابس بامة لم يبق منها | لهم إلا ابن يحيى والحياء |
فإن كشفوا لهم منها غطاء | ففيه وفيك لي ولهم غطاء |
شفيع صادق منه الوفاء | ومولى صادق فيه الرجاء |
وإن دجت الخطوب بهم عليه | فأنت لكل داجية ضياء |
وإن طوت الرزايا من سناهم | فلحظك منه يتضح الخفاء |
وإن أخفى نداءهم التنائي | فسمعك منه يستمع النداء |
وإن وردوا قليب الجود عطلا | فأنت الدلو فيها والرشاء |
وقد شاء الإله بأن أندى | بحار الأرض يسقي من تشاء |
فنبه فادي الأسرى عليهم | نفوسهم له ولك الفداء |
غصون عند بحر نداه أوفت | بها كحل وقد شذب اللحاء |
وآواها الربيع وكل حين | يعيث القيظ فيها والشتاء |
وجاورت الصبا فغدت وأمست | تجرجر في حشاها الجربياء |
رمت بهم الحوادث نحو مولى | حواها الرق منه والولاء |
وقادهم الكتاب إلى مليك | تقاضاهم ليمناه القضاء |
فكم عسفوا إليه لج بحر | تلاقى الماء فيه والسماء |