سلام على الأيام تسليم إقبال
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
سلام على الأيام تسليم إقبال | بآمال تحقيق وتحقيق آمال |
بمقدم فتح من مليك مظفر | وأوبة نصر في تباشير إقبال |
وشاهد ملك لاح في تاج مفرق | محيا بإعظام محلى بإجلال |
ذخيرة أملاك وعلق تبابع | وصفوة أذواء وميراث أقيال |
فبشراك يا دنيا سمي الذي به | علا صوت جبريل بشيرا وميكال |
وبشراك باستقبال أرض حياتها | بما في اسمه من صادق الظن والفال |
فهذي رياض الأمن تزهر بالمنى | وهذي سماء الفضل تهمي بإفضال |
وهذا سناء الفخر يشرق بالسنا | وهذا جمال الدهر يزهى بإجمال |
بمن كشف الخطب الذي أظلم الضحى | وألقى على الألباب حيرة إضلال |
ومن رتق الفتق الذي أعجز الورى | وأعدم فيه الدهر حيلة محتال |
ومن رد في جسم المكارم روحه | فلا عذر للباكي ولا ذنب للسالي |
ومن وسع الإسلام رأفة منعم | وهيأ للإشراك عدوة رئبال |
ومن ركب الفلك السوابح في الوغى | إلى كل هول ينتحيه بأهوال |
ورفع أعلاما كأن خفوقها | على علم الإشراك إرجاف زلزال |
وسامر بالشعرى خيولا كأنما | تمشى بهن الأرض مشية مختال |
سرى ليل كانونين والدجن ذائب | عليه بحمد في دجى الليل منهال |
وليس سوى نار الطعان له صلى | ولا غيره في حر أولها صالب |
بجمع كأن الجو مرآة عينه | إذا ما سرى أو بالغدو والآصال |
فتمثال أطراف العوالي نجومه | وشمس ضحاه منك أبين تمثال |
كأنك عوضت الأباطح والربى | وشيج القنا من منبت السدر والضال |
كما عمها جدوى يديك فوصلت | مساء بإصباح وسهلا بأجبال |
فكم ألبست شم الربى من عمائم | وجرت على البيداء من فضل ذيال |
حدائق ماذي يضاحك في الدجى | حبيكا كلمع الشمس في ريق الآل |
إذا هب ريح النصر فيها تفتحت | بأبيض قضاب وأسمر عسال |
وطاقة نبع في بنان موتر | وزهرة نور في كنانة نبال |
تجارة غزو نقدها البيض والقنا | قضاء حقوق واقتضاء لآجال |
فلله كم أغليت من دم مسلم | وأرخصت في أعدائه من دم غال |
وأسلمت للإسلام فيها بضاعة | تعود بأضعاف وتوفي بأمثال |
وحسبك فيها بابن شنج وجنده | من السبي أبدالا وأية أبدال |
مليكا وما يحوي شريت ببعضه | وأربح بقنطار يباع بمثقال |
فما حاز غاز مثله فيء مغنم | ولا نال ساب مثلها سبي أنفال |
وما بعت رق الملك منهم نسيئة | ولا مستجيزا كاليء الدين بالكالي |
ولكن نقدا ناجزا في رقابهم | بإذعان تمليك وإذعان إذلال |
وإقرار من لا يبتغي عنك موئلا | وليس له من دون سيفك من وال |
فعد بمفاتيح الفتوح التي شفت | على غلق من غدرة تحت أقفال |
بمن لم يسغه كره بعد فره | ولا رد من عينيه نظرة إجفال |
غداة تقاضى منه أكفال خيله | بأجياد خيل لا تقر بأكفال |
وألقح منه بطن أم طوت به | مشيمة شوم جال في سخد أوجال |
إذا أسقطته روعة منك راعه | هشيم رياض في دوارس أطلال |
شفا جنة لم تجن حتى جنى لها | حروبا جناها من جحيم وأنكال |
يقلب كفيه بحسرة حاسر | عليها وعينيه بعبرة إعوال |
مصانع روضات رعى البغي نبتها | فعوضه منها شواهق أوعالأ |
فأية أسوار ونصحك سرها | إلى أن طوى غلا فأية أغلال |
وأية أشجار وسلمك سقيها | إلى أن بغى فيها فأية أجذال |
حماها فأعلاها بناء وما رأى | مكانك يعلو كل ذي شرف عال |
وشيدها عجبا ويا رب مثله | على مثلها أبكيت من طلل بال |
وعطلها من حلي نصحك باغيا | فيا عجب الأيام للعاطل الحالي |
يتوجها بالنقع نظمك حولها | مجال عقود من خيول وأبطال |
فيمسي لها منه لحاف وملحف | وتصبح منه بين درع وسربال |
كما وصف الكندي بعل فتاته | عليه القتام سيء الظن والبال |
فأبق لها بأس ابن باق ونصحه | فما لمس الجرباء مثل يد الطالي |
ولا أحصن الحرب العوان كبعلها | ولا راع آسادا كغاصب أشبال |
ولا سيما حر جلا لك غيمه | نصيحة لا وان وإشفاق لا آل |
وشيعية لا مقصرا عن غلوها | ولا مشكلا بين المقصر والغالي |
وطائر يمن لا تزال تريشه | قوادم إقدام ونهضة إعجال |
بها رد خيل البغي تدمى كلومها | وقد يئست من نصرة العم والخال |
وأمن من عدوانها كل خائف | وأثكلها مستودع الأهل والمال |
وإن هلالا لاح من حد سيفه | لمضمون إتمام عليه وإكمال |
فهاك نجوم السعد من كل مطلع | توالي بتكبير إليك وإهلال |
فلا عريت منك الجياد إلى الوغى | ولا العيس من حل إليك وترحال |