كلُّ ذِكْرٍ من بَعدِهِ نِسيانُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كلُّ ذِكْرٍ من بَعدِهِ نِسيانُ، | وتَغيبُ الآثارُ والأعيانُ |
إنّما هذِهِ الحَياةُ عَناءٌ، | فليُخَبّرْكَ، عن أذاها، العِيان |
ما يُحسُّ التّرابُ ثِقلاً، إذا ديـ | ـسَ، ولا الماءَ، يُتعِبُ الجَريان |
نفَسٌ، بعدَ مِثلِهِ، يتَقَضّى، | فتمرُّ الدّهورُ والأحيان |
قدْ ترامتْ، إلى الفَسادِ، البرايا، | واستَوَتْ، في الضّلالةِ، الأديان |
أنتَ في السّهلِ أعوَزتْك الخُزامى، | أو على النِّيقِ ما به الطُّيان |
طالَ صَبري، فقيلَ: أكثمُ شَبعا | نُ، وإنّي لَمُنْطَوٍ طَيّان |
أنا أعمَى، فكيفَ أُهدى إلى المَنْـ | ـهَجِ، والنّاسُ كلُّهمْ عُميان؟ |
والعَصا، للضّريرِ، خيرٌ من القا | ئِدِ، فيهِ الفُجورُ والعِصيان |
وادّعى الهديَ، في الأنامِ، رِجالٌ، | صَحّ لي أنّ هَدْيَهُمْ طُغيان |
فَلَكٌ دائرٌ، أبَى فتَياهُ | وَنْيَةً، أوْ يُفَرَّقَ الفِتْيان |
ونُفُوسٌ تَرومُ إرْثاً، وما الوا | رثُ إلاّ المُهَيمِنُ الدّيّان |
ونَباتُ البلادِ، فيهِ الجَبائيُّ، | ومِنهُ الوَشيجُ والشِّرْيان |
إنْ تُمَلِّىءْ بالهَمّ كاسيَ دُنيا | يَ، فكاسي نَعيمُها عُرْيان |
يَبتَني راغبٌ، فَما تَكمُلُ الرّغـ | ـبةُ، حتى يُهَدَّمَ البُنيان |
وخيولٌ، من الحَوادثِ، تَردى، | والرّدى شأنُهنّ، لا الرّدَيان |
ناعباتٌ، كما غدتْ ناعياتٌ، | وحَمامٌ، كما تَغَنّى القِيان |
ليسَ، في هذِهِ المَجَرّةِ، ماءٌ، | فيُرَجّي وُرودَهُ الصَّدْيان |