قالتْ مَعاشرُ: كلٌّ عاجزٌ ضرِعُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قالتْ مَعاشرُ: كلٌّ عاجزٌ ضرِعُ، | ما للخَلائِقِ لا بُطْءٌ ولا سُرُعُ |
مُدَبَّرونَ، فلا عَتْبٌ، إذا خَطِئوا | على المُسيءِ، ولا حَمدٌ، إذا برَعوا |
وقدْ وجدتُ لهذا القَولِ، في زَمَني، | شواهِداً، ونَهاني، دونَهُ، الوَرَعُ |
والناسُ ضأنٌ تَساوَتْ في غَرائزِها، | يَلقون، بالأرض، كفّاً، كلّما افترعوا |
والعيشُ وِرْدٌ سيُسقى الحيُّ آخرَهُ، | عند الحِمامِ، وأنفاسُ الفتى جُرَع |
شاموا بروقَ المَنايا، غيرَ مانِعِهم | من الحوادِث، ما شاموا وما ادّرعوا |
ويَدّعي، الرّتبَةَ العليا، أخَسُّهمُ، | فَما يُجابُ لهمْ داعٍ، إذا ضرَعوا |
وأدركوا، بدعاويهمْ، مدى زُحَلٍ، | من الرّغامِ، بما قاسُوهُ أو ذَرَعوا |
يَسْعَونَ في المَنهج المسلوك، قد سُبقوا | إلى الذي هو، عند الغُرّ، مُختَرَعُ |
أبكارُ هذي المَعاني ثَيّباتُ حِجًى، | في كلّ عَصرٍ لها جانٍ ومفترِع |
وخالَفوا الشّرعَ، لمّا جاءهم بتُقًى؛ | واستَحسنوا، من قبيح الفعل، ما شرَعوا |
وجدتُ ما ازْدرعوهُ، كان عن قَدَرٍ، | والحقُّ أنّ بَنيهِم شرُّ ما ازدرعوا |
ولو يُكَشَّفُ عن أبصارِهمْ، لرأتْ | آمالَهمْ والمَنايا كيفَ تَصطرع |
عادتْ لَياليهِمُ دُهماً، بلا وَضَحٍ، | وقد يكونُ بهنّ الغُرُّ والدُّرَع |
والمرءُ، ما عاشَ، مَبسوطٌ إساءتُه، | يَشقى به القوم، إن هانوا وإن فَرَعوا |
والطّيرُ والوَحشُ غاديها وصالِحها | واللّيثُ والشّبلُ والذّيّالُ والذرَعُ |
لا فَضلَ يُحباهُ مَخلوقٌ على جِهَةٍ | من حالِهِ، وتَساوى النّسرُ والمُرَع |
والهَذرُ يُعطيكَ، عن فَقدِ الهُدى، نبأً، | ويُكثِرُ القولَ طَيرٌ، شأنُها الضَّرَع |