أدُنيايَ! اذهبي، وسواي أُمّي،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أدُنيايَ! اذهبي، وسواي أُمّي، | فقَدْ ألَممْتِ، ليتَكِ لم تُلِمّي |
وكانَ الدّهرُ ظَرْفاً، لا لَحمدٍ | تُؤهّلُهُ العُقُولُ، ولا لذَمّ |
وأحسبُ سانِحَ الإزميمِ نادى | ببَينِ الحيّ، في صحراءِ زمّ |
إذا بكرٌ جَنَى فتَوَقّ عمراً، | فإنّ كِلَيهِما لأبٍ وأُمّ |
وخَفْ حيوان هذي الأرض، واحذَر | مجيءَ النّطحِ من رُوقٍ وجُمّ |
وفي كلّ الطّباع طباعُ نُكرٍ، | وليسَ جَميعُهُنّ ذواتِ سُمّ |
وما ذنبُ الضراغمِ حينَ صيغتْ، | وصُيّرَ قُوتُها ممّا تُدمّي؟ |
فقد جُبِلَتْ على فَرْسٍ وضَرْسٍ، | كما جُبِلَ الوَقودُ على التَنمّي |
ضِياءٌ لم يَبِنْ لعيونِ كُمْهٍ؛ | وقَولٌ ضاعَ في آذانِ صُمّ |
لعَمرُكَ، ما أُسَرُّ بَيومِ فِطرٍ، | ولا أضحَى، ولا بغَديرِ خمّ |
وكَم أبدَى تشَيُّعَهُ غويٌّ، | لأجلِ تَنَسّبٍ ببلادِ قُمّ |
وما زالَ الزّمانُ، بلا ارتيابٍ، | يُعِدُّ الجَدعَ للأنْفِ الأشمّ |
أحاضنَةَ الغُلامِ! ذَممتِ منهُ | أذاكِ، فأرضعي حنَشاً، وضُمّي |
فلَوْ وُفّقتِ لم تَسقي جَنيناً، | ولم تَضَعي الوَليدَ؛ ولم تُهَمّي |
لهَانَ، على أقارِبك الأداني، | قيامُكِ عن خَديجٍ غيرِ تمّ |
سألتِ عن الحَقائقِ، وهيَ سرٌّ، | ويَخشاكِ المُخبِّرُ أن تَنمّي |
وكيفَ يَبينُ، للأفهامِ، معنًى، | لَهُ من ربّهِ قَدَرٌ مُعَمّي؟ |
وعندي، لو أمِنتُك، علمُ أمرٍ | من الجهّالِ، غيّبه، مُكِمّ |
وسُمّيَ، إنّ أراقَ الماءَ، جِبسٌ، | يُراقبُ جَنّةً أن لا يسمّي |
رأيتُ الحَقّ لؤلؤةً تَوارَتْ | بلَجٍّ، من ضلالِ النّاسِ، جَمّ |
أحثُّ الخَلقَ: من ذَكَرٍ وأُنثى، | على حُسنِ التعَبّدِ والتأمّي |
وقد يُلفَى الغريبُ، على نَواه، | أعزَّ علَيكَ من خالٍ وعَمّ |
متى يتَبَلّجِ المُبيَضُّ يَرْعَى، | لقَومٍ، تحتَ أخضَرَ مدلهمّ |
ونحنُ ميمّمونَ مَدىً بَعيداً، | كأنّا عائمُونَ غِمارَ يَمّ |