توَهّمتُ خَيراً في الزّمانِ وأهلِهِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
توَهّمتُ خَيراً في الزّمانِ وأهلِهِ، | وكانَ خيالاً، لا يَصِحُّ، التوهّمُ |
فما النّورُ نوّارٌ، ولا الفجرُ جَدوَلٌ، | ولا الشّمسُ دينارٌ، ولا البدرُ دِرهم |
رأيتُكَ لم تحمَدْ من التُّركِ مَعشراً، | لهم عارضٌ بالتَّركِ يَهمي ويُرْهِمُ |
ولا الكاسِك المُرْجَينَ في كلِّ مظلمٍ، | رَجا كاسَكَ الحَمراء، والخيلُ تَدهم |
وقد يأمرُ اللَّهُ الكهامَ، إذا نَبا، | فيفري، وقد يَنهَى الحُسامَ، فيكهم |
وإنّكَ لا باكٍ عليكَ مُهَنّدٌ، | ولا مُظهِرٌ حزناً جوادٌ مُطَهَّم |
يُساوي مليكَ الحيِّ صعلوكُ قومِهِ، | وتُسحَا له الأرضُ الزرودُ، فتلهَم |
وما يَشعُرُ المدفونُ، يسري حديثُهُ، | فيُنجِدُ في أقصى البلادِ، ويُتهِم |
جَرَتْ عندَ شقراءِ الكُمَيتِ بكفّهِ، | إلى فيه، حتى صارَ في الرِّجل أدهم |
أتَذكُرُ، يا طِرْفُ، الوغى ورُكومَها، | وقد صِرْتَ من نَبلٍ، كأنّكَ شيهم |
إذا أُشرِعَتْ فيكَ الأسنّةُ ردّها، | لصونك، تجفافٌ عن الطّعنِ مُبهَم |
لشَهباءَ يُخفي القِرنُ فيها كَلامَه، | ويُفهِمُ، إلاّ أنّهُ ليسَ يَفهَمُ |
إذا ما تَدانوا، فالضّرابُ صِفاحُهمْ؛ | وإن يَتَناءَوْا، فالرّسائلُ أسهُم |
لهم حِيَلٌ، في حربهمْ، ما اهتدتْ لها | جديسٌ، ولا ساستْ بها المُلكَ جُرهم |