ترنّمْ في نهارِكَ، مستعيناً
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
ترنّمْ في نهارِكَ، مستعيناً | بذكرِ اللَّه، في المترنِّماتِ |
عَنيْتُ بها القوارحَ، وهيَ غُرٌّ، | ولسْنَ بخيلكَ المتقدِّماتِ |
يبتْنَ، بكلّ مُظلِمةٍ وفجٍّ، | على حَوضِ الرّدى مُتهجّماتِ |
إذا السُّبُحُ الجيادُ أرحْنَ وقتاً، | حملْنَك مُسرَجاتٍ مُلجَمات |
وهَيْنمْ، والظلامُ عليك داجٍ، | لدى وُرْقٍ سُمِعْنَ مُهينمات |
ولا تُرجِعْ، بإيماءٍ، سلاماً | على بيضٍ أشرْنَ مُسلِّمات |
أُلاتُ الظَّلم جِئن بشرّ ظُلمٍ، | وقدْ واجَهْنَنا متظلّمات |
فوارِسُ فِتنةٍ، أعلامُ غَيٍّ، | لَقِينَكَ بالأساورِ معلِمات |
وِسامٌ ما اقتَنَعنَ بحسنِ أصلٍ، | فجِئنَكَ بالخضاب مُوسَّمات |
رأينَ الوردَ في الوجناتِ حَيماً، | فغادَينَ البنانَ مُعنِّمات |
وشنّفْنَ المسامِعَ قائلاتٍ؛ | وكلَّمْنَ القُلوبَ مكلِّمات |
أزمْنَ لجهْلِهنّ حَصىً بدُرٍّ؛ | غرائبُ لم يكنّ مُثلَّمات |
أجازَينَ التّرابَ، عن البرايا، | بأكلِ شخوصِها المتجسِّمات؟ |
نقعنَ بماءِ زمزمَ، لانصارى | ولا مُجُساً، يَظلْنَ مزمزمات |
وقدْ يُصبِحنَ عن بِرٍّ ونُسكٍ، | بأطيبِ عنبرٍ متنسِّمات |
كأنّ خواتمَ الأفواه فُضّتْ | عن الصُّهْب العِذاب، مُختَّمات |
كؤوسٌ من أجَلّ الرّاح قَدْراً، | ولكن ما يزَلنَ مُفَدَّمات |
يكادُ الشّربُ لا يبليه عَصْرٌ، | إذا باشَرْنَهُ متلثّمات |
ثنتهنّ الجماجمُ من مُرادٍ، | بشيبٍ، فانْثنينَ مُجَمجمِات |
خمورُ الرّيقِ لسْنَ بكلّ حالٍ | على طُلاّبهنّ محرَّمات |
ولكنّ الأوانسَ باعثاتٌ | ركابَك في مهالكَ مُقتِماتِ |
صحِبنكَ فاستفدتَ بهنّ وُلداً | أصابكَ من أذاتك بالسّمات |
ومَنْ رُزِق البنين فغيرُ ناءٍ، | بذلك، عن نوائبَ مُسقِمات |
فمن ثُكلٍ يَهابُ ومن عقوقٍ | وأرزاءٍ يجئنَ مُصَمِّمات |
وإن نُعطَ الإناثَ، فأيُّ بؤسٍ | تبين في وجوهِ مُقَسَّمات |
يُرِدْنَ بُعولةً ويُرِدْنَ حَلْياً، | ويلقَينَ الخطوبَ ملوَّمات |
ولسنَ بدافعاتٍ يومَ حرْبٍ، | ولا في غارةٍ متغَشِّمات |
ودفنٌ، والحوادثُ فاجعاتٌ، | لإحداهنّ، إحدى المكرُمات |
وقد يفقدنَ أزواجاً كراماً، | فيا للنسوةِ المتأيِّمات! |
يلِدْنَ أعادياً، ويكُنّ عاراً، | إذا أمسَينَ في المُتَهَضَّماتِ |
يرُعنك، إن خدمن بغير فنٍّ، | إذا رُحنَ العشيَّ مُخدَّمات |
وأمّا الخمرُ، فهي تزيلُ عقلاً، | فتحتَ به مَغالِقَ مُبهَمات |
ولو ناجتكَ أقداحُ النّدامى، | عدَت عن حَملها متندِّمات |
تذيعُ السرّ من حُرٍّ وعَبدٍ، | وتُعربُ عن كنائز مُعجَمات |
وينفضُ إلفُها الرّاحاتِ، حتّى | تعودَ من النّفائس مُعدمات |
وزيّنت القبيحَ، فباشرَتْهُ | نفوسٌ كُنّ عنه مُخزَّمات |
ويشرَبُها، فيقلِسُها، غويٌّ؛ | لقد شامَ الخفيَّ من الشِّمات |
ويرفعُ شَربُها لغطاً بجهلٍ؛ | كأسرابٍ وَرَدْنَ مُسدَّمات |
لعلّ الرُّبْدَ عُجْنَ لها برَبْعٍ، | فإضْنَ من السّفاهِ مصلَّمات |
أو الغِربانَ مِلنَ لها ببِيضٍ، | نواصعَ، فانثنينَ مُحَمَّمات |
فإن هَلكتْ خُرُوسُكِ أُمَّ ليلى، | فما أنا من صِحابِكِ واللُّمات |
فعَنكِ تعودُ أبنيةُ المعالي، | وأطلالُ النّهى مُتهدّمات |
وقد يَضحي صُحاتُكِ أهل سجنٍ، | وتَلقَينَ الكؤوسَ محطَّمات |
ولا تُخبرْ شُؤونَكَ، واجعلَنْها | سرائرَ، في الضّميرِ، مُكَتَّمات |
فإنّ السّرّ في الخَلِدينَ مَيتٌ، | أخو لَحْدَينِ، بين مقسَّمات |
وما الجاراتُ إلاّ جارياتٌ | بعيبكَ، إن وُجِدنَ مهيَّمات |
فلا تسأل: أهندٌ أم لميسٌ | ثوتْ في النّسوةِ المُتخيِّمات |
ولا ترمُق بعينكَ رائحاتٍ، | إلى حمّامِهنّ، مكمَّمات |
فكم حلّتْ عقودُ النّظمِ وَهنْاً | عقوداً للرّشادِ منظَّمات |
وكم جَنت المعاصمُ من معاصٍ، | تعودُ بها المعاضدُ مُعصِمات |
ومن عاشرتَ من إنسٍ، فحاذر | غوائلَ، مُرَّدٍ متهكِّمات |
متى يطمعنَ فيك، يُرَينَ، تيهاً، | لأطيب مطعمٍ متأجِّمات |
ويرفعْنَ المقالَ، عليك، جهلاً، | ويُنفِذن الذّخائر مغرِمات |
توهّمنَ الظّنونَ، فكنّ ناراً | لما أُشعِرنَهُ متوهِّمات |
إذا زُيّنّ في أيّام حَفْلٍ، | بدت خيلُ المَريدِ مُسوَّمات |
فغِرْ زُهرَ الحِجال ولا تُغِرْها، | فتسمحَ بالدّموع مسجَّمات |
وليس عكوفُهنّ، على المصلّى، | أماناً عن غوارٍ مُجرمات |
ولا تَحمَد حِسانَك، إن توافت | بأيدٍ، للسّطورِ، مقوِّمات |
فحملُ مغازلِ النّسوان أولى، | بهنّ، من اليراع مقلَّمات |
سهامٌ، إن عرفن كتابَ لِسنٍ | رجَعنَ، بما يسوءُ، مُسمَّمات |
ويتركنَ الرّشيدَ بغيرِ لُبٍّ، | أتَينَ لهدْيه متعلّمات |
وإنْ جئنَ المُنجّمَ سائلاتٍ، | فلسنَ عن الضّلال بمُنجمات |
ليأخذن التِّلاوةَ عن عجوزٍ، | من اللاّئي فَغرْنَ مهتَّمات |
يُسبّحنَ المليكَ بكلّ جُنحٍ، | ويركعنَ الضّحى متأثّمات |
فما عَيبٌ، على الفتيات، لحنٌ، | إذا قلن المراد مترجِمات |
ولا يُدنَين من رجلٍ ضريرٍ، | يلقّنُهُنّ آياً محكَمات |
سوى من كان مرتعشاً يداهُ، | ولِمّته من المتثغّمات |
وإن طاوعنَ أمرك، فانْهَ غِيداً | يُزرنَ عرائساً متيمِّمات |
أخذنَ كريشِ طاووسٍ لباساً، | ومِسكاً بالضّحى متلغِّمات |
وأبِعدْهُنّ من ربّاتِ مَكرٍ، | سواحِرَ، يغتَدين معزِّمات |
يقُلنَ نُهيّجُ الغُيّابَ، حتى | يجيئوا بالرّكابِ مزمَّمات |
ونَعطِف هاجرَ الخلاّن، كيما | يزول عن السّجايا المُسئمات |
وجمعُ طوائف العُمّار سهلٌ | علينا، بالجوالبِ موذَمات |
زعمنَ بأنّ، في مغنى فقيرٍ، | كنوزاً للملوك مصتَّمات |
فلا يدخلنَ دارك باختيارٍ، | فقد ألفيتُهُنّ مذَمَّمات |
وإن خالسنَ غِرّتَكَ ارتقاباً، | فحقٌّ أن يُرحنَ مشتَّمات |
وساوِ لديكَ أترابَ النّصارى، | وعِيناً من يهودَ، ومسلمات |
ومن جاورتَ من حُنُف وسرب | صوابىء، فليبنّ مكرَّمات |
فإنّ النّاسَ كلَّهمُ سَواءٌ، | وإن ذكت الحروب مضرَّمات |
ولا يتأهّلَنْ شيخٌ، مُقِلٌّ، | بمُعصرةٍ من المتنعّمات |
فإنّ الفقرَ عيبٌ، إن أُضيفَتْ | إليه السّنّ، جاء بمعظَمات |
ولكنْ عِرسُ ذلك بنتُ دهر، | تجنّبت الوجوهَ محمَّمات |
من اللاّئي، إذا لم يُجدِ عامٌ، | تفوّقن الحوادثَ مُعدِمات |
من الشُّمطِ اعتزلنَ بكلّ عودٍ، | وأفنين السّنين مجرَّمات |
ويغتفرُ الغنى وخْطاً برأسٍ، | إذا كانت قواك مسلَّمات |
وواحدةٌ كفتكَ، فلا تجاوز | إلى أُخرى، تجيءُ بمؤلمات |
وإن أزعمتَ صاحبةً بضِرٍّ، | فأجدِر أن تروعَ بمُعرِمات |
زجاجٌ، إن رفِقتَ به، وإلاّ | رأيتَ ضروبَه متقصِّمات |
وصن في الشّرخ نفسك عن غوانٍ | يزُرنَ مع الكواكبِ معتمات |
فقد يسري الغويُّ، إلى مخازٍ، | بجنحٍ في سحائب منجمات |
وما حَفِظَ الخريدةَ مثلُ بَعلٍ، | تكونُ به من المُتحرمات |
يحوطُ ذمارَها من كلّ خطبٍ، | ويمنعُها مصاعبَ مُقرَمات |
إذا الغارانِ غِرْتَهُما بحِلٍّ، | فدينكَ بالتّورّع والصُّمات |
فهذا قولُ مختبرٍ شفيقٍ، | ونُصحٌ للحياة وللممات |
طبائعُ أربعٌ جُشّمنَ أمراً، | فإضنَ، لحمله، متجشّمات |
وأرواحٌ سوالكُ، في جسومٍ، | يُهَنَّ بأن يُرَينَ مُجسَّمات |