يزورُني القومُ، هذا أرضُهُ يَمَنٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يزورُني القومُ، هذا أرضُهُ يَمَنٌ | من البلادِ، وهذا دارُه الطَّبَسُ |
قالوا: سَمِعنا حديثاً عنكَ، قلتُ لهم: | لا يُبعِدُ اللَّهُ إلاّ مَعشَراً لَبَسوا |
يَبغُون منيَ مَيناً لستُ أُحسِنُهُ، | فإنْ صَدَقتُ، عرَتهُمْ أوجهٌ عُبُس |
أعانَنا اللَّهُ، كُلٌّ في مَعيشَتِهِ | يَلقى العناءَ، فدُرّي فوقَنا دُبَس |
ماذا تريدونَ؟ لا مالٌ تيَسّرَ لي | فيستماحُ، ولا علمٌ فيُقتَبَس |
أتسألونَ جَهُولاً أن يُفيدَكمُ، | وتحلُبونَ سفيّاً، ضَرعُها يَبَس؟ |
ما يُعجِبُ النّاسَ إلاّ قولُ مُختدعٍ، | كأنّ قوماً إذا ما شُرّيُوا أُبِسوا |
قد أنفَدوا في ضَياعٍ كلّ ما عَمِروا، | فكانَ مثلَ جِلالِ البُدْنِ ما لبسوا |
أنا الشقيُّ بأنّي لا أُطيقُ لَكمْ | معونَةً، وصرُوفُ الدّهرِ تَحتَبِس |
مَن لليَمانينَ أن يُمْسوا، ونارُهُمُ | شَبيبَةٌ، وسُهَيْلٌ بَينَهمْ قبَس |
وللبداويّ أن يُبنى الخِباءُ لهُ | في ضاحكاتٍ، بهنّ العَبْس والعَبَس |
كأنّ أسرارَ أقوام، وإن كُتِمَتْ، | أنفاسُ ولهانَ، تُطفَى حينَ تُحتبَس |
وحدّثَتْ، عن خبَاياهمْ، وجوهُهُمُ، | فقدْ أتوكَ بنَجواهم، وما نَبسوا |
ساعاتُنا كذئابِ الخَتل، إن غَبسَتْ، | في اللَّيلِ، فالذّئبُ في ألوانه الغبَس |