عجبتُ، وكم عجبٌ في الزّمانِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عجبتُ، وكم عجبٌ في الزّمانِ، | لرأيِ بَني دَهرِكَ الفائلِ |
فمَقتاً لما أُورِثوا من غِنًى، | وما وُهِبوهُ من النّائل |
فَلا تَحْمِلَنّ لهمْ مِنّةً، | ولو بِتَّ في صورةِ العائل |
يَغولُ الفتى أرضَهُ بالوَجيفِ، | ولا بُدّ من حادثٍ غائل |
ويطلُبُ قوتاً، ورِزقُ المَليـ | ـكِ يَسألُ بالطّالبِ السّائل |
ألمْ تَرَني، وجَميعَ الأنا | مِ، في دَوْلَةِ الكذِبِ الذّائل؟ |
مضَى قَيْلُ مِصرَ إلى ربّهِ، | وخَلّى السّياسَةَ للخائِل |
وقالوا: يَعودُ، فقُلنا: يَجوزُ | بقُدْرَةِ خالِقِنا الآئِل |
إذا هَبّ زيدٌ إلى طَيّىءٍ، | وقامَ كُلَيْبٌ إلى وائِل |
أخو الحرْبِ يَعدُو على سابحٍ، | لِيَسبَحَ في الزّاخِرِ السّائل |
سيُقصَرُ من طُولِ تلكَ القَناةِ، | ويُرْفَعُ من درْعِه الذّائل |
وتُصغي، إلى المَينِ، أسماعُنا، | ونَصبو إلى زُخرُفِ القائل |
وكيفَ اعتدالي، وهذا النّهارُ | يَرُوحُ بميزانِهِ المائل؟ |
وإنّ ثَبيراً لَهُ خِفّةٌ، | تَبينُ على كِفّةِ الشّائلِ |
تَصولُ علينا بَناتُ الزّمانِ؛ | فَهَلاّ يُصالُ على الصّائِل! |
وقد عَزّ رمْلٌ على حاسبٍ، | كما عَزّ بحرٌ على كائل |
يُهالُ الترابُ على من ثَوى؛ | فآهِ مِنَ النّبإ الهائل |
وكم قَيّدَ الدّهرُ من دالِفٍ، | وقد كانَ كالسّابقِ الجائل |
جميعُ الذي نحنُ فيهِ النّفاقُ، | ونَلحَقُ بالذّاهبِ الزّائل |
ولو لم يكنْ حولكَ العاذلونَ، | بكيْتَ على المَنزِلِ الحائل |
ويُغنيكَ، عن طَرْحِ فالٍ، تَعو | دُ باليمنِ، طعنُكَ في الفائل |
نُسَرُّ، إذا نَثْرَةٌ أرْعَفَتْ، | ونَفرَحُ بالأسَدِ البائل |