يا خاطِري! لا تَوَجَّهْ وجهَ سيّئَةٍ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يا خاطِري! لا تَوَجَّهْ وجهَ سيّئَةٍ، | فأفكِرِ، الآنَ، أقصى الفكرِ وارتجلِ |
ويا بَنانيَ! لا تُبْسَطْ لعارِفةٍ؛ | ويا لساني، بغيرِ الصّدقِ، لا تَجُل |
أوجالُ نفسيَ، في الأولى، مُضاعَفةٌ، | ولا أزالُ، من الأخرى، على وجَل |
والشرُّ في الخَلقِ طَبعُ لا يُزايلُهُ، | فقِسْ على خزَرٍ، في العَينِ، أو نَجَل |
لو وُفّقَ المرءُ لم يَبهَشْ إلى امرأةٍ؛ | أو الغريرةُ لم تُزفَفْ إلى رجُل |
أو عُمّرَ الشّيخُ عُمرَ النّسر من شُهُبٍ، | لا من ذَواتِ جَناحٍ، لم يقُلْ: بَجل |
قد يسأمُ الحيُّ، والأسرارُ ما خَلصتْ | في حُبّها الموتَ، من سبَطٍ ومن رَجِل |
أَولى البريّةِ أن يَحظَى بعاقِبَةٍ، | مَن لم يَرُحْ، من قبيحٍ، باديَ الخجَل |
والصمتُ أحجَى، وأحرارُ الكلام لها | فضلٌ، وفيهِ نَظيرُ النّسوةِ الهُجُل |
إنّ اللّطيفينِ: من دَهرٍ وأمكِنَةٍ، | لا يَفتآنِ بلا حسٍّ ولا زَجَل |
إن كانَ نَقلي، عن الدّنيا، يكونُ إلى | خَيرٍ وأرحبَ، فانقلني على عَجَل |
وإن علِمتَ مآلي، عندَ آخرَتي، | شرّاً وأضيَقَ، فانسأ، ربِّ، في الأجل |