يَتلونَ أسفارَهمْ، والحَقُّ يُخبرُني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يَتلونَ أسفارَهمْ، والحَقُّ يُخبرُني | بأنّ آخِرَها مَينٌ، وأوّلَها |
صدَقتَ يا عَقلُ، فليبعَدْ أخو سَفَهٍ، | صاغَ الأحاديثَ إفكاً، أو تأوّلَها |
وليسَ حِبرٌ ببِدْعٍ في صحابَتهِ، | إنْ سامَ نَفعاً بأخبارٍ تَقَوّلَها |
وإنّما رامَ نسواناً، تَزَوّجَها، | بما افتراهُ، وأموالاً تَمَوّلَها |
طالَ العَناءُ بكونِ الشخصِ في أُمَمٍ، | تَعُدُّ فِرْيَةَ غاويها مُعَوَّلَها |
وسوفَ يرْقُدُ، في الغبراءِ، مضطربٌ، | قد سارَ آفاقَ دُنياهُ، وجوّلَها |
لأهجُرَنّكَ لا عن بِغضَةٍ سَلَفَتْ، | بل شيمَةٌ حَمَّها قدرٌ وسوّلَها |
وصاحبُ الشرعِ كان القُدسُ قِبلتَهُ، | صلّى إلَيها زَماناً ثمّ حَوّلَها |
لا يَخدَعَنّكَ داعٍ قامَ، في مَلإٍ، | بخطبَةٍ، زانَ مَعناها وطوّلَها |
فَما العِظاتُ، وإن راعتْ، سوى حيَلٍ | من ذي مَقالٍ، على ناسٍ، تَحَوّلَها |
والدّهرُ يُنسي كميَّ الحربِ صارِمَهُ، | ودِرعَهُ، وفتاةَ الحيّ مِجوَلَها |
ويَستردُّ من النّفسِ، التي شرُفتْ، | ما كانَ في سالفِ الأيّامِ خَوّلَها |
وجِروَلٌ صارَ تُرْباً، بَعدَ مَنطِقِهِ، | ولم يُشابهْ، من الصّحراءِ، جَرْولَها |
قَضِّ الزّمانَ بإجمالٍ وتَمشِيَةٍ | للأمرِ، إنّ وراءَ الرّوحِ مِغوَلَها |
والوِرْدُ، يكفيكَ، منه شَرْبةٌ حُملتْ | في الرّكبِ، إن منعتكَ الأرضُ جدوَلَها |