ما راعَها من قُرى عُمٍّ وجارمِها،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ما راعَها من قُرى عُمٍّ وجارمِها، | إلاّ الأباريقُ يَحمِلْنَ الأباريقا |
ومومِساتٌ تُوافيها حَنادِسُها | بطارِقِينَ، يُخالُونَ البَطارِيقا |
لم يكفهم ريقُ كَرْمٍ، من شَرابِهِمُ، | حتى أضافوا إليهِ، من فمٍ، رِيقا |
لو عُجّلَتْ، لغَويٍّ فاجرٍ، سقرٌ، | لأُشعِروا جَمَراتِ النّارِ تَحريقا |
لقد تفكّرتُ في الدّنيا وساكنِها، | فأحدَثَ الفكرُ أشجاناً وتأريقا |
قد أغرَقوا في مَعاصيهم، فما لهمُ | لا يُؤنِسونَ، من الطّوفانِ، تغريقا؟ |
وصيّروا لأُناسٍ ، في الأذى، طرُقاً | وذَلّلُوا الإثمَ إعمالاً وتَطريقا |
أعِرْقُ آدَمَ هذا لا يُمازِجُهُ | سواهُ، أمْ مسَّ، من إبليسَ، تعريقا؟ |
يَخشَى، ذُوِيَّ رطيبٍ حاملٍ ثَمَراً، | مُؤمِّلٌ، من غُصون اليُبسِ، توريقا |
كم تَطلُبُ المالَ في سَهلٍ وفي جبلٍ، | وتَقطَعُ الأرضَ تغريباً وتَشريقا |
وقد شهِدتَ مَخاريقَ الوغَى لعبتْ، | مُجيدَةً، لدروعِ القومِ، تخريقا |
فَراقِبِ اللَّهَ! إنّ السّعدَ يَتبَعُهُ | نحسٌ، وإنّ، لجمعِ الدّهر، تَفريقا |
ومرَّ موسَى ولم يترُك، لأُمّتهِ، | إلاّ أحاديثَ يُودَعْنَ المَهاريقا |