شكوتُ، من أهل هذا العصر، غدرَهمُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
شكوتُ، من أهل هذا العصر، غدرَهمُ | لا تُنكِرَنْ، فعلى هذا مضى السّلفُ |
وما اعترافي بعيبِ الجنسِ مَنقصة، | والعِينُ يُعرَفُ، في آنافها، الذَّلفُ |
والإلفُ هانَ لَهُ أمري، فقَصّرَني، | كما تهونُ، على ذي المَنطقِ، الألِف |
أمسى النّفاقُ دروعاً يُستَجَنُّ بها | من الأذى، ويقوّي سَرْدها الحَلِف |
أُفني زَماني بأنفاسٍ، كما قطعتْ، | مدًى بعيداً، مواشٍ، في السُّرى، دُلُف |
إذا تخَلّفتُ، أو خُلّفتُ عن أمَلٍ، | سَلاَّ هُموميَ أني ليسَ لي خَلَف |
تُرجَى الحَياةُ، إذا كانتْ، مودَّعَةً، | وقلّ خَيرُ حَياةٍ، حَشوُها كُلَف |
لم يمضِ كَونٌ من الأكوانِ في زَمَنٍ | عليّ، إلاّ بهِ للحَتفِ أزدَلِفُ |
فحَسِّنِ الوَعدَ بالإيجازِ تُتبِعُهُ، | إذا مَواعِدُ قومٍ شأنُها الخُلُفُ |
إنّا ائتَلَفنا، لأنّ اللَّهَ ركّبَنا | من أربَعٍ، ثمّ صِرنا بَعدُ نختَلف |
رأى بَنو الحَزمِ أنّ العيشَ فائدَةٌ، | حتى استَبانوا، فقالوا: حبّذا التّلَف |
وقلّما تَسكُنُ الأضغانُ في خَلَدٍ، | إلاّ وفي وجهِ من يَسعى بها كَلَفُ |