إنّا، مَعاشرَ هذا الخلقِ، في سَفَهٍ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنّا، مَعاشرَ هذا الخلقِ، في سَفَهٍ، | حتى كأنّا، على الأخلاقِ، نختَلفُ |
إنّ الرّجالَ، إذا لم يحمِها رَشَدٌ، | مثلُ النّساءِ عراها الخُلفُ والخُلُفُ |
ألا تَرَى جَمعَ ما لا عَقلَ يُسنِدُهُ، | جَمْعَ المؤنّثِ فيه التاءُ والألفُ؟ |
ويوصَفُ القومُ، في العلياءِ، أنّهمُ | شُمُّ الأنُوفِ، وفي آنافِهمْ ذلَف |
كم من أخٍ بأخيهِ غَيرَ متّصلٍ، | كالعَينِ، ليستْ بلفظِ الخاءِ تأتلف |
تَلافَ أمرَكَ من قبل التّلافِ بهِ، | فغايةُ النّاس، في دُنياهمُ، التّلَف |
ولا تَقولَنْ، إذا ما جِئتَ مُخزِيةً، | قولَ الغُواةِ: على هذا مضى السّلَف |
لا تَحلِفَنّ على صِدقٍ ولا كَذِبٍ، | فما يُفيدُكَ، إلاّ المأثمَ، الحَلِف |
لولا حِذاريَ أنّ اللَّهَ يَسألُني | عمّا فعلتُ، لقَلّتْ عنديَ الكُلَف |
كنّا فُتوّاً، فقدْ مُدّ البَقاءُ لَنا، | حتى غدونا، ومنّا الشِّيبُ والدُّلُف |
يَفنى الزّمانُ، وأنفاسُ الأنامِ لَهُ | خُطًا، بِهنّ إلى الآجالِ، يَزْدلِف |
وأُمُّ دَفر فَروكٌ وافقَتْ صَلَفاً | منّي، وكان جزاءَ الفاركِ الصّلَف |
وكم ضحكتُ إليها، وهي عابسَةٌ، | ثمّ افتكرتُ، فزالَ الحبُّ والكَلَف |
والنّاسُ من أربَعٍ شتّى، إذا ائتلفتْ | رُدّتْ إلى سَبعةٍ، في الحكم تَختلِف |
إقرأ كَلامي، إذا ضَمّ الثّرى جسَدي، | فإنّهُ لَكَ ممّنْ قالَهُ خَلَف |