ألا هل أتَى، قبرَ الفقيرةِ، طارِقٌ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا هل أتَى، قبرَ الفقيرةِ، طارِقٌ، | يُخَبّرُها بالغيبِ عن فِعلِ طارِقِ |
تَنَصّرَ من بعدِ الثّلاثينَ حِجّةً، | وكم لاحَ شيبٌ، قبلَها، في المَفارقِ |
وما هبّ من نومِ الصِّبا يطلُبُ النُّهَى، | معَ الفَجرِ، إلاّ وهيَ في كفّ شارِقِ |
وفارَقَ دِينَ الوالدَينِ بزائِلٍ، | ولولا ضلالٌ بالفتى لم يُفارِقِ |
فوا عَجَبا من أزرقِ العَينِ، غادرٍ، | أفادَ، فَمالَتْ نَفسُهُ للأزارِقِ |
فكَمْ من سِوارٍ رَدّ نَبلَ أساوِرٍ، | ومن أرِقٍ شَوقاً إلى ذاتِ يارقِ |
فبُعداً لها من زَلّةٍ في مَغاربٍ، | من الأرضِ، يُثنى خزيُها، ومشارِقِ |
صلاةُ الأميرِ الكاسميّ بمسجدٍ، | أبَرُّ وأزكى من صلاةِ البَطارق |
مخاريقُ تَبدو في الكَنائسِ منهمُ، | بلَحْنٍ لهمْ، يحكي غِناءَ مُخارِق |
وإنّ حِجازِيّ النِّمارِ ولُبسَها، | لأشرَفُ من ديباجِهمْ والنّمارق |
أرى مُهرِقَ الدّمعاتِ يوجبُ سفحَهُ | جناياتُ خطبٍ، أُثبتت في المَهارِق |
وما عاق، لُبَّ الفيلِ، عن ذكرِ أهلِه | ومغناهُ، إلاّ ضَرْبُهُ بالمَطارِق |
عُدِدتَ زَماناً في السّيوفِ، أو القَنا، | فأصبَحتَ نِكساً في السّهامِ الموارِق |
وحسبُكَ من عارٍ، يُشِبُّ وَقودَهُ، | سُجودُكَ للصّلبانِ في كلّ شارِق |
رأيتَ وجوهاً كالدّنانيرِ أحكمَتْ | زنانيرَ، فانظرْ ما حديثُ المَعارق |
فَدونَكَ خنزيراً تَعَرَّقُ عظمَهُ، | لتُوجَدَ كالطّائيّ تُدْعَى بعارِق |
وما حَزَنَ الإسلامَ مغداكَ زارياً | عليه، ولكن رحتَ رَوحةَ فارق |
وآثَرتَ حَرَّ النّارِ، تُسعرُ دائماً، | على الفَقرِ، أو غصنٍ له غيرِ وارِق |
وأحلفُ ما ضرّ، الكريمَ، ظُهورُهُ | مع الرّهطِ، يمشي في القميصِ الشبارِق |
تجرُّعُ موْتٍ، لا تجرُّعُ لذّةٍ | من الخَمرِ، في كاساتهمْ والأبارِق |
تركتَ ضياءَ الشّمسِ يَهديكَ نورُها، | وتَبّعتَ، في الظلماءِ، لمحةَ بارِق |