جنتِ الغوارسُ، واستَقلّ أخو الغنى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
جنتِ الغوارسُ، واستَقلّ أخو الغنى | وسعى المؤمِّلُ، واستراحَ اليائسُ |
واللُّبُ حُرفٌ، والجَهالةُ نِعمةٌ، | والكيّسُ الفطنُ الشقيُّ الكائس |
وإذا رَجَعتَ إلى الحقائقِ لم يكنْ، | في العالَمِ البَشَريّ، إلاّ بائس |
والموتُ بازٍ، والنّفوسُ حَمائمٌ، | وهِزَبْرُ عِرّيسٍ، ونحنُ فَرائس |
إنّ الأوانسَ، أن تَزورَ قبورَها، | خيرٌ لها من أن يُقالَ عَرائِس |
كم نالَ قَبلَكَ، في طعامك، من يد | نَصَبٌ، إلى أن لاس قُوتَكَ لائس |
فكوارِبٌ، وزوارعٌ، وكوافرٌ، | وحَواصِدٌ، وجوامعٌ، ودوائس |
وخطوبُ دهرٍ غيرُ ذلك جمّةٌ، | دونَ اغتذائكَ، والأمورُ لَبائس |
وكذاكَ ما عنّاهُمُ حتى رأوْا | شجَراً. بها ثمرُ النّدامةِ نائس |
ومتى ركبتَ إلى الدّيانَةِ غالَها | فِكَرٌ، على حُسن الضّمير، دسائس |
والعَقلُ يَعجَبُ، والشّرائعُ كلُّها، | خَبَرٌ يُقَلَّدُ لم يَقِسْهُ قائس |
مُتَمَجِّسونَ، ومُسلمونَ، ومَعشرٌ | مُتَنصّرونَ، وهائدونَ رسائس |
وبيوتُ نيرانٍ تُزار تَعَبّداً، | ومَساجدٌ مَعمورةٌ، وكنائس |
والصّابئونَ يُعَظّمونَ كواكباً، | وطباعُ كلٍّ، في الشرور، حبائس |
أنّى يَنالُ أخو الدّيانةِ سؤدَداً، | ومآربُ الرّجلِ الشريفِ خسائس؟ |
وإذا الرئاسةُ لم تُعَنْ بسياسةٍ | عقليّةٍ، خطىء الصّوابَ السّائس |