أرى الشّهْدَ يرْجعُ مثلَ الصّبِرْ؛
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أرى الشّهْدَ يرْجعُ مثلَ الصّبِرْ؛ | فَما لابنِ آدَمَ لا يَعْتَبرْ؟ |
وخَبّرَهُ صادِقٌ بالحَديثِ، | فإنْ شَكّ، في ذاكَ، فليختَبر |
وجَبْرٌ وكَسْرٌ له في الزّمانِ، | ويُكسَرُ يَوماً فَلا يَنجَبِر |
فلا تُبرِ في مأثَمٍ ناقَةً، | فرَبُّكَ إمّا يُعاقِبْ يُبِرْ |
وكلُّ الأنامِ هجينُ الفَعالِ، | فأينَ يُصابُ الجَوادُ المُبِر؟ |
ونَفسَكَ عُقّ بتركِ السّـ | ـرورِ، فإنّ عُقوقَك للنّفسِ بِر |
سألنا المَعاشرَ عنْ خَيرِهم، | فقالوا، بغَيرِ اكتراثٍ: قُبِر |
فقلنا: وكيفَ أتاهُ الحِمامُ، | عاجَلَهُ بَغتَةً أمْ صَبِرْ؟ |
فقالوا: تَمادى بهِ وَقتُهُ، | وأدرَكَهُ الموتُ لمّا كَبِر |
وغادَرَ، في أهلِه، ثرْوَةً، | ومالاً أُذيعَ، ونَخلاً أُبِر |
فلا يُسقِطِ الدّمعَ سِقْطُ اللّوى؛ | ولا تَدّكِرْ حَبرَةً في حَبِر |
ولكِنّني أستَعينُ المَليكَ، | وإن يأتِني حادِثٌ أصطَبِر |
ودُنيايَ ألقَى بطولِ الهوانِ، | وهَل هيَ إلاّ كجسرٍ عُبِر؟ |