وجَدتُ النّاسَ كالأرَضينَ شتّى،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وجَدتُ النّاسَ كالأرَضينَ شتّى، | فمِنْ دَمِثٍ يُرَيِّعُ، أو حِرارِ |
جليسُ الخيرِ كالدّارِيّ ألقى | لكَ الرّيّا، كمُنتسَمِ العَرار |
ولكنْ ضدُّهُ، في الرَّبعِ، قَينٌ، | أطارَ إليكَ مُفترِقَ الشَّرارِ |
يباكرُ ظالِمٌ جَنَفاً وعَرّاً، | كما بكَرَ الظّليمُ على العِرار |
وحبُّ العيشِ أعبدَ كلَّ حرٍّ، | وعلّمَ ساغباً أكلَ المُرار |
يوقِّرُهُ الكَرى، فيقَرُّ طوراً، | ويمنَعُهُ الحِذارُ من القَرار |
ألاحَ فلمْ يَعُجْ، بغِرارِ نَومٍ، | لبيضاتٍ وُضِعنَ على غِرار |
فما للمَينِ يُنطَقُ بالتّنادي؛ | وما للحَقّ يُهمَسُ في السّرار؟ |
أصاحِ! كأنّ هذا الدّهرَ شَهرٌ، | خُلقنا منهُ في ليلِ السّرار |
وكم عادٍ أبادَ، وكم ثمودٍ | أتاها صالحٌ، ذاتَ المِرار |
فمهلاً يا مُتَمِّمُ! إنّ فِهراً | حَوَتْ، من مالكٍ، ديَةَ الفُرار |
عتابُكَ خالداً لم يُجدِ شيئاً، | ولا نَصُّ المَلامِ إلى ضِرارِ |
لجأتُ إلى السّكوتِ من التّلاحي، | كما لجأ الجَبانُ إلى الفِرار |
ويجمَعُ منّيَ الشّفَتَينِ صَمتي، | وأبخَلُ، في المَحافلِ، بافتراري |
وكانَ تأنُّسي بهِمُ، قديماً، | عِثاراً، حُمّ في شأوِ اغتراري |
يئستُ من اكتِسابِ الخَيرِ لمّا | رأيتُ الخَيرَ وُفّرَ للشِّرار |
ولم نحلُلْ بدُنيانا اختياراً، | ولكن جاءَ ذاكَ على اضطرار |