أرى فتَيَيْ دُنياكَ، إن حَرِجَ الفتى،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أرى فتَيَيْ دُنياكَ، إن حَرِجَ الفتى، | فَما إنْ هما في مأثمٍ حَرِجانِ |
وكمْ من رحيبٍ يُلقيانِ مُلاءَةً | علَيهِ، وضَنكٍ ضَيّقٍ يَلجِان |
جَديدانِ لمّا يَبلَيا بتَقادُمٍ، | ولا بأكفّ القَومِ يُنتَسَجان |
إذا حَزِنَ الأصحابُ لم يَحزَنا لهم، | فأنّى بضِدّ الحُزنِ يَبتَهِجان؟ |
مُلاحيَتي قد زَيّنَتْ أنجمُ الدُّجَى، | مُلاحِيّةٌ لم تَجنِها يَدُ جاني |
تُعَلِّقُ أُذنَ الدّهرِ قُرطاً، ولم يكنْ | ليَخلُجَ، والقُرطانِ يَختَلِجان |
ومَن دايَنَ الأيّامَ، فهيَ مَلِيّةٌ، | على غَيّها، باللّيّ والسّلَجانِ |
وسِيّانِ مَلْكا مَعشَرٍ، في سَناهُما، | وعِلجانِ في الشَّعراءِ والعَلَجان |
رَجاكَ، لعَمري، أيّها الرّيمُ، قاطعٌ | رَجائي، وبُعداً للغَوِيّ رَجاني |
وآثَرُ عندي من مديحي، تخَرُّصاً، | كَلامُ غَوِيٍّ لامَني وهَجاني |
غدا الحتفُ لا شَجواً يَخافُ ولا شجاً، | وقَبلَكَ أشجَى أسودي، وشَجاني |
وما يَنفَعُ الغِربيبُ، والضّعفُ واقعٌ، | إذا كان لونُ الرأسِ غيرَ هِجان |