نادى حَشا الأمّ بالطفل الذي اشتملت
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
نادى حَشا الأمّ بالطفل الذي اشتملت | عليه: ويحكَ لا تظهرْ ومُتْ كَمَدا! |
فإنْ خرجتَ إلى الدّنيا لقِيتَ أذىً | من الحوادث، بَلْهَ القيظَ والجَمَدا |
وما تَخَلّصُ يوماً من مكارِهِها، | وأنتَ لا بدّ فيها بالغَ أمَدا |
ورُبّ مثلِكَ وافاها على صِغَرٍ، | حتى أسَنّ، فلم يُحمَدْ ولا حَمِدا |
لا تأمنِ الكفُّ من أيّامها شَلَلاً، | ولا النّواظرُ كفّاً عَنّ، أو رَمَدا |
فإنْ أبَيتَ قَبُولَ النّصح مُعتَدياً، | فاصنعْ جميلاً، وراعِ الواحدَ الصّمدا |
فسوفَ تلقى بها الآمالَ واسعةً، | إذا أجزْتَ مدًى منها رأيتَ مَدا |
وتركبُ اللُّجّ تَبغي أن تُفيدَ غنىً، | وتقطعُ الأرْضَ لا تُلْفي بها ثَمَدا |
وإن سَعِدتَ، فما تَنفكُّ في تَعَبٍ، | وإن شقيتَ، فمن للجِسمٍ لو همَدا؟ |
ثمّ المنايا، فإمّا أن يُقالَ مضى | ذَميمَ فعلٍ، وإمّا كوكَبٌ خَمَدا |
والمرءُ نصلُ حُسامٍ، والحياةُ لَهُ | سَلٌّ، وأصوَنُ للهنديّ أن غُمِدا |
فلو تكلّمَ ذاكَ الطّفلُ قالَ لهُ: | إليكَ عنّي! فما أُنشئتُ مُعتمِدا! |
فكيفَ أحمِلُ عَتْباً؟ إن جرى قدَرٌ | عليّ، أدركَ ذا جِدٍّ ومَن سَمَدا |