تيمّمَ، فجّاً واحداً، كلُّ راكبٍ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تيمّمَ، فجّاً واحداً، كلُّ راكبٍ، | ولا بدّ أني سالكٌ ذلك الفجّا |
وسيّانِ أُمٌّ بَرّةٌ، وحمامةٌ، | غذتْ ولداً في مَهدهِ، وغذتْ بجّا |
فلا تَبكُرنْ يوماً، بكفّك مُدْيةٌ، | لتُلِكَ فَرخاً في مواطِنهِ دجّا |
تَلفّتَ في دُنْياهُ، سابِحُ غَمْرَةٍ، | إلى السِّيفِ لهفاً، بعدَما وَسِط اللُّجّا |
ورَجّى أموراً، لم تكن بقريبة | إليه، فخطّته الحوادثُ ما رجّا |
يُرجّي مَعاشاً من له بدوامِهِ؛ | وهل يتركُ الدهرُ الفقيرَ وما رَجّا؟ |
فلا تَبتئِسْ للرّزق، إنْ بَضّ فاتِراً | ولا تَغتبِطْ إن جاشَ رزقُك أو ثَجّا |
أعُوّامَ بحرٍ، إن أُصِبْتُمْ فهيّنٌ؛ | وإن تَخلَصوا، فاللَّه ربُّكمُ نجّا |
ضَلِلْتُمْ، فهل من كوكبٍ يُهتدى به، | فقد طالَ ما جَنّ الظلامُ وما دجّا |
فلا تأمنوا المرءَ التّقيّ على التي | تسوءُ، وإنْ زارَ المساجدَ أو حجّا |
ولا تقبلوا من كاذبٍ متسوِّقٍ، | تحيّلَ في نصرِ المذاهب، واحتجّا |
فذلك غاوي الصّدرِ، قلبي كقلبه، | متى ملأ التّذكيرُ مِسمَعهُ مجّا |
وإنّ، لأجسامِ الأنامِ، غرائزاً، | إذا حرّكت للشرّ طالِبَهُ لجّا |
فلا آسىَ للدنيا، إذا هي زايلتْ، | فما كنتُ فيها لا سِناناً ولا زُجّا |
وقد خُلقتْ عوجاءَ، مثلَ هِلالها، | يكونُ وإيّاها، القيامةَ، مُعْوجّا |
سواءٌ على النّفسِ، الخبيثِ ضميرُها، | أمكّةَ زارتْ، للمناسكِ، أو وجّا |
فبالطائِفِ الرّاحُ الكُميتُ، سلافةً، | إذا ما تمشّت في حشا وادعٍ أجّا |
فكمْ من قتيلٍ غادرتْ، ومكلَّمٍ | على ألمٍ، غِبَّ القتيلِ، الذي شُجّا |
مُشعشعةٌ لو خالطَتْ، وهو عاقلٌ، | ثبيراً، تداعى بالجَهالةِ، وارتجّا |
رأيتُ الفتى كالعَودِ، يرتعُ مرّةً، | وإن مسّت الأعباءُ كاهِلَهُ ضجّا |