نفوسٌ، للقيامةِ، تشرئِبُّ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نفوسٌ، للقيامةِ، تشرئِبُّ، | وَغَيٌّ، في البطالةِ، مُتلئِبُّ |
تَأبّى أن تجيءَ الخيرَ يوماً، | وأنتَ، ليومِ غفرانٍ، تئبّ |
فلا يغرُرك بِشْرٌ من صديقٍ، | فإنّ ضميرَه إحَنٌ وخَبّ |
وإن الناسَ: طفلٌ، أو كبيرٌ، | يَشيبُ، على الغَوايةِ، أو يشبّ |
تُحِبُّ حياتَك الدنيا، سَفاهاً، | وماجادتْ، عليك، بما تُحِبّ |
وإنك منذُ كونِ النفسِ عَنْساً | لَتوضِعُ في الضّلالةِ، أو تُخبّ |
وإن طال الرُّقادُ من البرايا، | فإنّ الراقدين لهمْ مهَبّ |
غرامك بالفتاة خنًى وغمٌّ، | وليس يَسرّ من يشتاق غِبّ |
لو أنّ سوادَ كَيْوانٍ خِضابٌ | بفكّك والسُّهى في الأذن حَبّ |
لما نجّاكَ، من غِيَرِ الليالي، | سناءٌ فارعٌ، وغِنىً مُرِبّ |
وما يحميك عزٌّ إن تَسبّى، | ولو أنّ الظلام عليكَ سِبّ |
أرى جنح الدُّجى أوفى جَناحاً، | ومات غُرابُهُ الجَونُ المُرِبّ |
فما للنَّسرِ، ليسَ يطيرُ فيه، | وعقربُهُ المُضِبّةُ لا تدُبّ |
أيَجلو الشمسَ، للرّائي، نهارُ، | فقد شرَقتْ، ومشرِقُها مُضِبّ |
ولم يدفع، رَدى سُقراطَ، لفظٌ، | ولا بِقراطُ حامى عنهُ طِبّ |
إذا آسيتني بشفاً، صريعاً، | فدعني! كلُّ ذي أملٍ يتبّ |
ولا تَذبُبْ، هناك، الطيرَ عني؛ | ولا تَبْلُلْ يداك فماً يذبّ |