أنا، باللّيالي والحوادثِ، أخبرُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أنا، باللّيالي والحوادثِ، أخبرُ، | سَفَرٌ يَجِدُّ بنا، وجِسرٌ يُعبَرُ |
واجهتَ قُبّرَةً، فخِفتَ تطيّراً؛ | ما كلُّ ميتٍ، لا أبا لكَ، يُقبر |
من أحسنِ الأحداثِ وضعُك غابراً | في التُّربِ، يأكلُهُ تُرابٌ أغير |
ما أجهلَ الأمَمَ، الذينَ عرَفتهُمْ، | ولعَلّ سالفَهُمْ أضلُّ وأتبر |
يَدْعونَ في جُمَعاتهمْ، بسفاهةٍ، | لأميرهمْ، فيكادُ يَبكي المِنْبر |
جِئْنا على كُرْهٍ، ونرحلُ رُغّماً، | ولعلنّا ما بين ذلك نُجبر |
ما قيلَ في عِظَمِ المَليكِ وعزّهِ، | فاللَّهُ أعظَمُ، في القياس، وأكبر |
وكأنّما رؤياكَ رؤيا نائمٍ، | بالعكس، في عُقبَى الزّمان، تُعبَّر |
فإذا بَكَيتَ بها فتلكَ مسرّةٌ، | وإذا ضحِكتَ، فذاكَ عينٌ تَعْبُرُ |
سُرّ الفتى، من جَهلِه، بزمانه، | وهو الأسيرُ، ليومِ قتلٍ يُصبَر |
لعِبَتْ به أيّامُهُ، فكأنّه | حَرْفٌ يُلَيَّنُ، في الكلام، ويُنبَر |
عجَزَ الأطبّةُ عن جروحِ نوائبٍ، | ليست، بغير قضاءِ ربّك، تُسبَر |
والمَينُ أغلَبُ في المَعاشرِ، كم أخٍ | للدّفرِ، وهو، إذا يُسمّى، العَنبر |
شَرُفَ اللّئيمُ، وكم شَريفٍ رأسه | هَدَرٌ يُقَطّ، كما يُقَطّ المِزْبَر |
سلْ أمّ غيلانَ الصّموت عن ابنِها، | وبناتِ أوْبَرَ، ما أبوها أوْبَر |
والشرُّ يجلِبُهُ العَلاءُ، وكم شكا، | نبأً، عليٌّ، ما شكاهُ قَنبر |