أتنسى بنو سعد جدود التي بها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أتَنْسَى بَنُو سَعْدٍ جَدُودَ التي بهَا | خَذَلتُمْ بَني سعَدٍ على شرّ مَخذَلِ |
عَشِيّةَ وَلّيْتُمْ كَأنّ سُيُوفَكُمْ | ذَآنِينُ في أعْنَاقِكُمْ لمْ تُسَلَّلِ |
وَشَيْبَانُ حوْلَ الحَوْفَزَانِ بِوَائِلٍ | مُنِيخاً بجَيْشٍ ذي زَوَائِدَ جَحفَلِ |
دَعَوْا يالَ سَعدٍ وادّعَوْا يالَ وَائلٍ، | وَقدْ سُلّ من أغمادِهِ كلُّ مُنصُلِ |
قَبِيلَينِ عِنْدَ المُحْصناتِ تَصَاوَلا، | تَصَاوُلَ أعْناقِ المَصَاعيبِ من عَلِ |
عَصَوْا بالسّيُوفِ المَشْرَفِيّةِ فيهِمُ | غَيارَى وَألقَوْا كُلَّ جَفنٍ وَيَحمَلِ |
حَمَتْهُنّ أسْيَافٌ حِدادٌ ظُبَاتُهَا، | وَمِنْ آلِ سَعْدٍ دَعْوَةٌ لمْ تُهَلَّلِ |
دَعَوْنَ، وَمَا يَدْرِينَ مِنهُمْ لأيّهم | يَكُنّ، وَما يُخْفِينَ ساقاً لمُجتَلِ |
لَعلّكَ مِنْ في قاصِعائِكَ وَاجِدٌ | أباً، مِثلَ عَبدِ الله، أوْ مثل نهشَلِ |
وَآلِ أبي سُودٍ وَعَوْفِ بن مالِكٍ، | إذا جَاءَ يَوْمٌ بَأسُهُ غَيرُ مُنجَلِ |
وَمُتّخِذٌ مِنّا أباً مِثْلَ غالِبٍ، | وَكانَ أبي يأتي السّماكَينِ منْ عَلِ |
وَأصْيَدَ ذي تاج صَدَعْنَا جَبينَهُ | بأسْيَافنَا، وَالنّقْعُ لَمْ يَتَزَيّلِ |
تَرَى خَرَزَاتِ المُلْكِ فَوْقَ جَبينِهِ، | صَؤولٌ، شَبَا أنْيَابِهِ لمْ يُفَلَّلِ |
وَما كانَ من آرِيّ خَيْلٍ أمامَكُمْ، | وَلا مُحْتَبىً عِنْدَ المُلُوكِ مُبَجَّلِ |
ولا اتَّبَعَتكُمْ يَومَ ظَعْنٍ فِلاؤها؛ | وَلا زُجِرَتْ فيكُمْ فِحالَتُها هَلِ |
وَلَكِنّ أعْفَاءً على إثْرِ عَانَةٍ، | عَلَيْهِنّ أنْحَاءُ السِّلاءِ المُعَدَّلِ |
بَناتُ ابنِ مَرْقُومِ الذّرَاعَينِ لم يكنْ | ليُذْعَرَ من صَوْتِ اللّجامِ المُصَلصِلِ |
أرَى اللّيلَ يَجلُوهُ النّهارُ، ولا أرى | عِظامَ المَخازِي عَنْ عَطِيّةَ تَنجلي |
أمِنْ جَزَعٍ أنْ لمْ يكُنْ مثلَ غالبٍ | أبُوكَ الذي يَمشِي بِرِيقٍ مُوَصَّلِ |
ظَلِلْتَ تُصَادِي عَنْ عَطِيّةَ قائِماً | لتَضْرِبِ أعْلى رَأسِهِ غَيرَ مؤتَلِ |
لكَ الوَيْلُ لا تَقْتُلْ عَطِيّةَ، إنّهُ | أبُوكَ، ولَكِنْ غَيرَهُ فَتَبَدّلِ |
وَبَادِلْ بِهِ مِنْ قَوْمِ بَضْعَةَ مِثلَهُ | أباً شرَّ ذي نَعْلَين، أوْ غَيرِ مُنعَلِ |
فإنْ هُمْ أبَوْا أنْ يَقْبَلُوهُ، ولم تجدْ | فِرَاقاً لَهُ إلاّ الّذِي رُمْتَ فَافعَلِ |
وَإنْ تَهْجُ آلَ الزّبْرِقَانِ، فَإنّمَا | هجَوْتَ الطّوَالَ الشّمَّ من هضْبِ يذبلِ |
وَقَدْ يَنبحُ الكَلبُ النّجومَ وَدُونَها | فَرَاسِخُ تُنْضِي العَيْنَ للمُتأمِّلِ |
فَمَا تَمّ في سَعْدٍ وَلا آلِ مَالِكٍ | غُلامٌ، إذا ما قِيلَ، لمْ يَتَبَهْدَلِ |
لَهُمْ وَهَبَ النّعمانُ بُرْدَ مُحَرِّقٍ | بمَجْدِ مَعَدٍّ، وَالعَدِيدِ المُحَصَّلِ |
وَهُمْ لرَسُولِ الله أوْفَى مُجِيرُهُمْ، | وَعَمُّوا بِفَضْلٍ يَوْمَ بُسْرٍ مُجَلِّلِ |
هَجَوْتَ بَني عَوْفٍ وَما في هِجائِهمْ | رَوَاحٌ لعَبْدٍ مِنْ كُلَيْبٍ مُغَرْبَلِ |
أَبَهدَلَةَ الأخيارَ تَهْجُوا وَلمْ يَزَلْ | لَهُمْ أوّلٌ، يَعْلُو على كلّ أوّلِ |