وأغيد من من النعاس بعظمه
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
وَأغْيَدَ مِنْ مَنِّ النُّعاسِ بِعَظْمِهِ، | كأنَّ بِهِ مِمَّا سَرَيْنَا بِهِ خَبْلا |
أقَمْنَا بِهِ مِنْ جَانِبَيْهَا نَجِيبَةً | بِأمثالِهَا حتى رأى جُدَداً شُعْلا |
إذا صُحَبَتي مالَ الكَرَى برُؤوسِهِمْ | جَعَلْتُ السُّرَى مني لأعيُنهمْ كُحلا |
إذا سَألُوني مَا يُدَاوِي عُيُونَهُمْ | بوَقعَةِ بَازٍ لا تَحُلّ لِمْ رِجلا |
رَفَعْتُ لهُمْ باسْمِ النَّوَارِ ليَدْفَعُوا | نُعاساً وَدَيجُوجاً، أسافِلُهُ جَثْلا |
وَكُنتُ بهَا أجْلُو النّعاسَ وَباسمِها | أنادي إذا رِجْلي وَجَدْتُ بهَا مَذْلا |
وَمَا ذُكِرتْ يَوْماً لَهُ عِنْدَ حاجَةٍ، | وَإنْ عَظُمَتْ، إلاّ يكُون لَهُ شُغلا |
إلَيْكَ ابنَ أيّوبٍ تَرَامَتْ مَطِيّتي، | لتَلْقَاكَ تَرْجُو مِنْ نَداكَ لها سَجلا |
إذا مَنكِبٌ من بَطنِ فَلجٍ حَبا لهَا، | طَوَتْ غَوْلَهُ عَنها وَأسرَعتِ النّقلا |
لتَلْقَى امرَأً ذا نِعْمَةٍ عِنْدَ رَبّهَا، | بِهِ يَجْمَعُ الأعلى لرَاكبها الشّملا |
أبَتْ يَدُهُ إلاّ انْبِسَاطاً بِمَالِهَا، | إذا ما يَدٌ كَانَتْ على مالِها قُفْلا |
أبا يُوسُفٍ رَاخَيْتَ عَني مَخانِقي، | وَأتْبَعْتَ فَضْلاً لَسْتُ ناسِيَه فضْلا |
وَطامَنْتَ نَفْسِي بَعْدَما نَشَزَتْ بها | مَخاوِفُ لم تَترُكْ فُؤاداً وَلا عَقْلا |
فَما تحي لا أرْهَبْ وإنْ كُنتُ جارِماً، | وَلَوْ عَدّ أعدائي عَليّ لَهُمْ ذَحْلا |
كَأنّي، إذا ما كُنتُ عندَكَ، مُشرِفٌ | على صَعبِ سَلمى حيثُ كان لها فَحلا |
وكم مثلُ هذي من عَضُوضٍ مُلِحّةٍ | عَلَيّ تَرَى مِنْها نَوَاجِذَها عُصْلا |
فِدىً لَكَ أُمّي عِندَ كلّ عَظِيمَةٍ | إذا أنَا لمْ أسْطَعْ لأمثالِهَا حَمْلا |
دَفَعْتَ؛ وَمَخشِيٍّ رَداها مَهِيبَةٍ، | جَعَلْتَ سَبِيلي مِنْ مَطالِعِها سَهلا |
وَكُنتُ أُنَادي باسمِكَ الخَيرَ للّتي | تَخافُ بَناتي أنْ تُصِيبَ بهَا ثُكْلا |
كَفَيْتَ التي يَخْشَينَ منها كَمَا كَفى | أبُو خالِدٍ بالشّأمِ أخْطَلَةَ القَتْلى |
وَيَوْمٍ تُرَى فِيهِ النّجُومُ شَهِدْتَهُ، | تَعَاوَرُ خَيْلاهُ الأسِنّةَ والنَّبْلا |
كَأنّ ذُكُورَ الخَيْلِ في غَمَرَاتِهِ | يَخُضْنَ، إذا أُكْرِهنَ فيه، به الوحلا |
صَبَرْتَ بِهِ نَفْساً عَلَيْكَ كَرِيمَةً | وَقَدْ عَلِمُوا ألاّ تَضَنّ بها بُخْلاَ |
تَجُودُ بهَا للهِ تَرْجُو ثَوَابَه | وَلَيْسَ بمُعْطٍ مِثْلَهَا أحَدٌ بَذْلاَ |
وَفِّي، إذا ضَنّ البَخِيلُ بَمالِه | وَفيِّ إذا أعطَى بِذِمّتِهِ حَبْلا |
حَلَفْتُ بما حَجَتْ قُريشٌ ونَحَّرَت | غَداةَ مَضَى العَشرُ، المُجَلَّلَةَ الهُدلا |
لَقَدْ أدْرَكَتْ كَفّاكَ نَفْسِيَ بَعدَما | هَوَيْتُ وَلمْ تُثْبِتْ َبها قَدَمٌ نَعْلا |
بَنَى لَكَ أيّوبٌ أبُوكَ إلى التي | تُبادِرُهَا الأيْدِي، وكُنتَ لهَا أهلا |
أبُوكَ الذّي تَدعُو الفَوَارِسُ باسمِهِ | إذا خَطَرَتْ يَوْماً أسِنّتُهَا بَسْلاَ |
أبٌ يُجْبَرُ المَوْلى به، وتَمُدُّهُ | بُحورُ فُرَاتٍ لمْ يكُنْ ماؤها ضَحْلاَ |
لَقَدْ عَلِمَ الأحْيَاءُ بالغَوْرِ أنّكُمْ | إذا هَبّتِ النّكْبَاءُ، أكثرُهم فضْلاَ |
وأضْحَتْ بِأجْرَازٍ مُحُولٍ عِضَاهُهَا | من الَجدبِ إذْ ماتَ الأفاعي بها هَزْلاَ |
وَرَاحَتْ مَرَاضِيعُ النّسَاءِ إلَيْكُم | سَوَاغبَ لم تَلبَسْ سِوَارًا وَلا ذَبْلاَ |
وَجاءَتْ مَعَ الأبْرَامِ تَمْشي نِساؤهَا | إلى حُجَرِ الأضْيَافِ تلتمسُ الفَضْلاَ |
مِنَ المَاِنحِيَن الجَارَ كُلَّ مُمَنَّح | فَوُوزٍ إذا اصْطَكَّتْ مُقَرَّمَةً عُصْلاْ |
وَأنْتَ امرُؤٌ من أهلِ بَيْتٍ تَوَارَثُوا | كرَامَ مساعي النّاس والَحسبَ الجَزْلاَ |